إذا كان خروج منتخبنا من دور مجموعات أمم آسيا عرفاً فإن الخروج هذه المرة جاء مفاجئاً وصادماً بكل المقاييس، والنتائج المسجلة يمكن القول عنها إن اثنتين منها طبيعية.
قد يقول قائل: هل الخسارة أمام الأردن طبيعية ؟ الجواب للأسف الشديد نعم، فمنذ الخسارة أمامها في نهائي الدورة العربية ببيروت 1997 وكعبها أعلى منا، وباتت تنظر إلى مواجهتنا على أنها بالجيب وهذا واقع مؤلم ومزعج.
الخسارة أمام أستراليا عادية ويمكن وصف نتيجتها بالإيجابية، فقد سجلنا هدفين وعندما كنا بأوجنا وبأعلى درجات الجاهزية والتركيز خلال رحلة التصفيات المونديالية سجلنا هدفين في 210 دقائق!
لكن أنصاف الحلول أمام فلسطين لا تنزل بميزان أو قبان وهي النتيجة التي قادتنا إلى التهلكة، والعجز عن زيارة شباكها لا يقبله عقل إنسان، مع أن هذه النتيجة حدثت في مواعيد كبرى سابقة وهي أحد الاحتمالات الثلاثة لأي نتيجة في عالم المستديرة، والسبب أن منتخبنا يضم أحد أبرز لاعبي الدوري السعودي وهو عمر السومة الذي ذهب على حد زعمه للمنافسة على لقب الهداف فكان رد الخصوم: أبرق لمن لا يعرفك، ويضم أفضل لاعبي القارة الصفراء عام 2017 وهو عمر خريبين الذي حاول كثيراً وبصم قليلاً، والميزان العام يقول: إن أياً منهما يستطيع حسم المباراة بلمسة أو ومضة أو حركة عبقرية أو تسديدة محكمة، لكن كل ذلك بقي أمنية الأمنيات.
وبعيداً عن النتائج الثلاث فإن تراجع ترتيبنا النظري من خامس القارة 1980 عندما حققنا فوزين وتعادلاً وخرجنا من دور المجموعات برأس مرفوع إلى المركز العشرين مع نهاية هذه النسخة يعد خطوة مخيبة ألغت كل ما جنيناه من سمعة عطرة واحترام فرضناه على حيتان القارة خلال تصفيات المونديال الأخير، وتراجعنا هذا سببه الغرور والتعالي والتكبر، فكان السقوط على غير الموعد لكرتنا بشكل سحيق، وحيال ذلك لا يمكننا القول لأركان اللعبة وأصحاب الشأن بعد هذا السقوط المدوي سوى شكراً لكم لمصادرتكم أحلام وتطلعات شارعنا الرياضي، وعسى أن يكون الدرس بليغاً.