مهند الحسني:ندرك تماماً أن حال منتخبنا الوطني بكرة السلة، لم يكن جيداً في المرحلة الماضية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم الصين 2019، بعد سلسلة من الخسارات المؤلمة والقاسية،
ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يظهر بتلك الصورة المتواضعة أمام منتخبي الصين ونيوزيلندا، وهذا يضعنا أمام حقيقة مفادها أن المنتخب في حال بقيت أموره الفنية بهذا التواضع لا نتوقع أن يكون فارس النافذة المقبلة والأخيرة، وإن حصل ذلك على جناح صدفة أو طفرة، فلا يعني أننا أصبحنا على الصراط المستقيم، وهذا لا يعني أننا فقدنا أو سنفقد كل شيء، لأن بناء المنتخبات الوطنية لا يكون بالأمنيات فقط، أو العزف على وتر المشاعر الملتهبة.
عند الامتحان
أمام هذه الوقائع يمكن أن نمنح اتحاد السلة علامة (متواضعة) في امتحانه الآسيوي الحالي دون تردد أو خجل، وما يحز في النفس أن كافة التحذيرات والتنبيهات التي أشار إليها رجال الإعلام، وخبراء اللعبة، لم تلق آذاناً صاغية عنده، فكان ما كان، وأصبح الكابوس الذي كنا نخشاه واقعاً، واستيقظ اتحادنا على واقع مرير، وفشل كبير في تقديم منتخب يليق باسم سورية وسمعتها السلوية، وإذا كانت محطات التقييم متدرجة، فإن أعلى مراحل عمل الاتحادات هو منتخباتها الوطنية، فالمنتخب حصيلة إستراتيجية، ورؤية فنية بعيدة، وأنظمة تصيب العمق المطلوب للارتقاء باللعبة، فإن علامة الصفر تطل أيضاً، ليس بسبب سوء النتائج، فالرياضة تتساوى فيها احتمالات الفوز والخسارة، لكن أن يكون الأداء هزيلاً وبدائياً، وغير منضبط معتمداً على المبادرات الفردية ظهرت فيها السلة السورية كالقزم أمام عمالقة آسيا.
سوء الإعداد!
وإذا أردنا التحدث عن المسؤولية المباشرة للاتحاد في هذا الفشل ، فإن سوء الإعداد وتخبطه والمحسوبيات هي العناصر المباشرة لمعادلة الفشل التي صنعها اتحادنا عن سابق إصرار وتصميم، وكان بإمكانه وببساطة شديدة تجاوزها، لو نجح في توحيد آراء عدد من أعضاء الاتحاد، فهذا العضو يرغب في المشاركة المنتخب بعناصر الخبرة، والعضو الآخر يتطلع لرفد المنتخب بلاعبين شباب، والعضو الثالث له تحفظات، ووو ؟ الأمر الذي ساهم في إدخال المدرب في متاهة لا مخرج منها، وبالتالي ضاع وأضاع معه المنتخب الذي طالما تمنينا أن يكون الحصان الأسود في التصفيات، هذا لا يعني أننا كنا نطالبه بالفوز على منتخبات الصين ونيوزيلندا ولبنان والأردن، لكن كل ما كنا نتمناه ونسعى إليه تماشياً مع تصريحات الاتحاد هو أن نرى منتخباً يلعب كرة سلة عصرية ومتطورة، نرى لمسات المدرب الفنية واضحة على أداء المنتخب فردياً وجماعياً، وتحركاتهم خلال سير المباريات، لكن يبدو أن منتخبنا خرج من المولد بلا حمص، فلا الأداء أقنع، ولا النتيجة أراحتنا.
التغيير مطلوب
لجنة المنتخبات الوطنية التي طالما شهدت تغييرات لم تتمكن في إحداث نقلة نوعية على أرض الواقع، لا لسبب سوى أنها تغيرت بالأشخاص، ولم يطرأ أي تعديل على آلية عملها، فبقيت اللجنة تدور في حلقة مفرغة، وهي غير قادرة على تقديم أي شيء جديد لواقع المنتخبات الذي بات تقرع في جنباتها ناقوس الخطر بعد سلسلة من الانتكاسات والنكبات المريرة التي لا يمكن لعشاق سلتنا ومحبيها أن ينسوا مرارتها بعدما تحول منتخبنا إلى قط أليف تستبيحه جميع المنتخبات، لذلك لابد من البحث عن آلية جديدة لعمل لجنة المنتخبات، وتعيين بعض الخبرات القادرة على العطاء دون أي مقابل.
للتذكير
وكان منتخبنا قد تأهل للدور الثاني من التصفيات بعد أن خسر في النافذة الأولى أمام الأردن في بيروت(109-72) وفاز على الهند في بنكلور(74-57)، وفي النافذة الثانية خسر منتخبنا أمام لبنان (87-63) وخسر أمام الأردن في عمان(87-62) وفي النافذة الثالثة ضمن منتخبنا تأهله بعدما جدد فوزه في بيروت على منتخب الهند ( 58-76) وخسر مجدداً أمام لبنان(87-50)، وحل منتخبنا في المركز الثالث ضمن مجموعته.
وفي الدور الثاني التقى منتخبنا منتخب كوريا الجنوبية في سيئول وخسر بواقع (103-66) والتقى مع نيوزيلندا في لبنان في لقاء الذهاب وخسر بنتيجة(66-107).
وخسر في النافذة الخامسة قبل الأخيرة أمام منتخب الصين بفارق كبير وصل إلى 49 نقطة وبنتيجة (101-52) وخسر مباراته الثانية أمام منتخب نيوزيلندا بفارق 23 نقطة وبواقع (97-74).