أندية غير مستقرة ودوري ضعيف وقلة الإمكانات أهم أسباب تراجع منتخبات السلة

دمشق – مهند الحسني:مضى حوالي تسع سنوات على تولي الاتحاد الحالي لمهامه،


وأعتقد بأنها مدة كافية ووافية لبيان مدى نجاحه في إعداد وبناء منتخب يوازي الطموح من عدمه، غير أننا لم نلتمس منه أي شيء جديد على صعيد المنتخبات الوطنية، ولم نعد نعرف ما السبيل لبناء منتخباتنا الوطنية على أسس سليمة ومدروسة.‏‏



ولا نغالي إذا قلنا إن منتخبات السلة تمر في ظروف صعبة جلها متعلق بأخطاء متراكمة من الاتحادات المتعاقبة على اللعبة، والتي ساهمت في غياب أهم مقومات تطوير عمل هذه المنتخبات، وقد حاول الاتحاد الحالي تجميل الصورة، لكن يبدو أن محاولات العطار لن تصلح ما أفسده الدهر، فواقع منتخبات السلة حتى الآن لا يبشر بالخير، وخاصة بعد الأزمة حيث كان لها تأثير سلبي على طريقة الإعداد وتوفير الإمكانات المادية المتاحة، فبقيت هذه المنتخبات، ومشاركاتها تدور في دائرة مغلقة دون أن يكون هناك بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيها.‏‏


عشوائية‏‏


نتائج منتخباتنا لم تتغير، ولم تتطور لا بل تراجعت، في المرحلة الحالية ، رغم وجود مدرب أجنبي، و لا نريد هنا أن نكون جناة على اتحاد السلة، لأنه عمل واجتهد حسب الإمكانات المتاحة له، وتراجع السلة السورية لا يمكن أن يبدأ من تقصير الاتحاد فقط، وإنما التراجع هو حصيلة عمل الأندية أيضاً التي باتت تعمل بطريقة عشوائية بحتة، لا يمكن أن تقدم أي شيء جديد، وصبت جل اهتمامها في إعداد فرق الرجال من أجل تسجيل حضور طيب، وتحقيق ألقاب تسجل لهذه الإدارات حتى لو كان ذلك على حساب مستوى النادي.‏‏


غياب الدوري القوي‏‏


لا شك بأن الدوري القوي يفرز منتخباً قوياً، غير أننا ومنذ سبع سنوات لم يكن لدينا دوري نعتمد عليه، حيث تمكن اتحاد السلة من الإبقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، عندما كان للاعب الأجنبي مكانة مرموقة ساهمت في رفع مستوى اللاعب المحلي الذي استفاد من فرصة الاحتكاك معه، لكن غياب اللاعب الأجنبي، وضعف مسابقاتنا كانت له نتائج سلبية على إعداد لاعبنا الوطني، الذي غابت عنه المباريات القوية.‏‏


غياب الاستقلالية‏‏


لا بد أن يحتاج المنتخب القوي لتخطيط سليم وعمل جاد، أقل ما يمكن العمل عليه هو وجود خطة منتظمة وجادة وطويلة، بداية يجب تعيين مدرب أجنبي للمنتخب عالي المستوى، ومنحه كامل الحرية في انتقاء، ومتابعة كافة اللاعبين فنياً، ويجب وضع ميزانية مالية للمنتخب تكون قادرة على توفير كل ما يحتاجه من معسكرات ومباريات قوية، مع استقلالية عمل الاتحاد، كما يجب البحث عن الخامات من اللاعبين بغية تطويرها، وتكليف لجنة خاصة للمنتخبات الوطنية للإشراف على المنتخبات، وألا تكون لجنة آنية فقط للاستحقاقات حيث نضمن لها الاستمرارية على مدار العام، كل هذا الكلام يحتاج للمال والتنظيم، وعدم المساس بقرار الاتحاد، ففي كل الدول التي عانت الحروب لم تتوقف عن العمل بتطوير جيل الشباب.‏‏


نضج سلوي‏‏


إعداد منتخب قاري يحتاج إلى مقومات عديدة، بداية الأمر يجب انتقاء لاعبين شباب، وتدريبهم بمعسكرات متعددة، وإقامة مباريات ودية ورسمية بشكل متواصل، من أجل أن ينضج الفكر السلوي لدى اللاعبين، وبعد نضج اللاعبين الصغار لا ضير من ضم عدد من اللاعبين السوريين من خارج سورية، وإقامة مباريات قوية خارجية مع منتخبات تتفوق علينا، ولا مانع من ضم لاعب مجنس للمنتخب من مستوى عال، ليس كما هو الحال عليه، ويجب أن تكون خطة إعداده لثلاث سنوات على أقل تقدير، وقتها فقط نستطيع أن نقطف ثمار جهودنا بشكل جيد.‏‏


خلاصة‏‏


ثمة أسئلة لم يجد لها عشاق السلة السورية إجابات شافية ووافية، هل بمقدور منتخباتنا الوطنية أن تتطور في ظل وجود صالة واحدة بالعاصمة تلعب وتتمرن عليها جميع أندية العاصمة وريفها؟ وهل بمقدور منتخباتنا التطور، وأنديتها ما زالت تولي اهتمامها في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على حساب باقي الألعاب، وبالتحديد كرة السلة؟ وهل ستتطور منتخباتنا، وأنديتنا ما زالت تعمل بطريقة احترافية عشوائية لا يمكن أن ترفد المنتخب بأي لاعب جيد؟ وهل يمكن أن نتطور، وما زالت أندية تتصارع على لاعب عمره يتجاوز الخامسة والثلاثين!‏‏


لا نريد أن نتحدث هنا عن المقارنات لأنها حتماً ستظهر المفارقات، بين ما يقدم لسلتنا مقارنة بأقرب دول الجوار، ففي العاصمة اللبنانية بيروت وحدها يوجد سبع عشرة صالة مغلقة، وعدد أقل في الأردن، وكذلك الحال في العراق وإيران، بينما ما زلنا نتغنى بصالة الفيحاء التي باتت تئن تحت وطأة الضغط الكبير عليها جراء إقامة جميع الألعاب.‏‏

المزيد..