عندما يأتي المونديال يستذكر جمهور الكرة حول العالم النجوم العظام الذين سطّروا صفحات مضيئة في سماء المونديال، ولعل أبرزهم على الإطلاق دييغو
أرماندو مارادونا الذي لم ترتبط بطولة مونديالية باسم لاعب مثل ما ارتبطت باسمه في مونديال 1986 وهو بالذات قال يوماً ما: أجل مونديال المكسيك بطولتي.
فهذا الرجل رقصت على إبداعاته الأمة الأرجنتينية بأسرها وتغنت بعبقريته الكروية أجيال وشعوب، لدرجة أن الأرجنتين بأكملها أصابتها قشعريرة الفرح عندما أهداها كأس العالم في المكسيك قبل 32 عاماً، وهو في الآن ذاته الذي جعل الأرجنتين بأسرها تبكي دماً على طرده من مونديال 1994.
العالم كله يتغنى خلال الألفية الثالثة بالثنائي رونالدو وميسي اللذين هيمنا على الكرة الذهبية عقداً كاملاً، ولكن المتابعين يقرون بأن العبقرية الحقيقية تكمن في البطولة الحلم، البطولة التي ينتظرها جمهور المستديرة مرة كل أربع سنوات، وأبرز من حفظته كتب التاريخ المونديالي مبدع السامبا بيليه وفخر التانغو مارادونا.
وليس غريباً أن يتنافسا على جائزة لاعب القرن العشرين وكل منهما حازها من جانب، وهذا عين المنطق والصواب، فأسطورة البرازيل ٍالوحيد الذي فاز باللقب ثلاث مرات وأيقونة الأرجنتين أبدع وأمتع وأقنع في مونديال المكسيك بتسجيله أهدافاً مازالت بصماتها خالدة على جدار الزمن، فضلاً عن كونه ممرر الكرة التي حسمت اللقب، ولذلك ليس غريباً أن تلاحقه عدسات الكاميرا غير مرة أثناء حضوره مباريات منتخب التانغو خلال المونديال الروسي، وما أرقها من مشاعر عندما غلبته الدموع أسفاً على خسارة كل شيء أمام كرواتيا! وصدق الزميل أيمن جاده عندما وصفه في كتابه لماذا كرة القدم: دييغو طفل كبير مفعم بالمشاعر والأحاسيس عندما يتعلق الأمر بكرة القدم.
طريق المونديال مازال طويلاً وميسي خرج من عنق الزجاجة لتتاح أمامه فرصة ذهبية أخرى لمعانقة المجد الذي تنكر له في الخطوة الأخيرة قبل أربع سنوات.
محمود قرقورا