الوقت الضائع..بطولة المفاجآت

مازلت أذكر جملة مشهورة للراحل عدنان بوظو كلما كان ينقل مباراة بكأس الاتحاد الإنكليزي فحواها: بطولة كأس إنكلترا هي بطولة المفاجآت ولا كبير فيها،


وهي حقيقة بالفعل، وعند الحديث عن ملح كرة القدم كما يقال المفاجآت بالمسابقة الأقدم في العالم نتذكر فوز ويمبلدون على ليفربول 1/صفر بنهائي 1988 الذي شهد أول ركلة جزاء ضائعة في مباريات التتويج التي انطلقت 1872 وبددها حينها مهاجم ليفربول الإيرلندي ألدريدج، كما نتذكر فوز ويغان على مانشستر سيتي في النهائي القريب عام 2013 عندما كان ويغان هابطاً قبل أيام قليلة رسمياً لمصاف أندية الدرجة الأولى.‏


والغريب أن ويغان أخرج السيتي للمرة الثالثة في المواسم الستة الأخيرة، فبعد النهائي التاريخي 2013 بملعب ويمبلي المحايد المكان الدائم لمباريات التتويج، أعاد الكرّة بربع نهائي 2014 بملعب الاتحاد، ثم كانت الضربة القاضية لأحلام الثلاثية التاريخية التي بحث عنها المدرب الإسباني بيب غوارديولا يوم الاثنين الفائت.‏


اللافت في هذه النسخة أيضاً خورج آرسنال حامل اللقب في أول مباراة له أمام نوتنغهام فورست أحد أندية الدرجة الأولى بأربعة أهداف لاثنين، وليفربول اكتوى بنار بروميتش على مرأى من جماهير أنفيلد في الدور الرابع بثلاثة أهداف لهدفين ليكون الخروج الثالث لكلوب من هذا الدور.‏


كرة القدم تنقل بلمح البصر ممارسيها من الجحيم إلى النعيم، كما أن العكس يحدث بغمضة عين أيضاً، وهذا سر من أسرار جمالية اللعبة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، ونهائي الشامبيونزليغ 1999 بين اليونايتد وبايرن ميونيخ مازال ماثلاً في الأذهان ونهائي المسابقة ذاتها 2005 في اسطنبول بين ليفربول وميلان حاضر أيضاً.‏


خروج السيتي من كأس إنكلترا قتل أحلام الثلاثية التي ما زالت مشرعة أمام برشلونة في إسبانيا وبايرن ميونيخ في ألمانيا وباريس سان جيرمان في فرنسا ويوفنتوس في إيطاليا ولو أن بعض هذه الأندية لن يكون طريقها مفروشاً بالورود في لقاء الرد لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..