دمشق- زياد الشعابين:يعرف عن لاعبات حمص والسويداء في رياضة الجودو أنهن متخصصات في إحراز البطولات مهما كان نوعها ومكانها بل أنهن يتألقن كعادتهن في كل بطولة يشاركن فيها سواء على الصعيد المحلي أو المنافسة الخارجية من خلال تقديمهن مستويات عالية وحصد العديد من الميداليات البراقة
بل يمكن القول ومن خلال المتابعة ان المحافظتين أصبحتا معقل لرياضة الجودو الأنثوي ولديهما من القواعد ما يبشر بوجود لرياضة الجودو لسنوات وسنوات وهذا الاحتكار والسيطرة لم تأتي من فراغ بل من خلال المتابعة والاهتمام من قبل شخصين غيورين على اللعبة ويكافحا للحفاظ على بقائها والسعي المستمر لتطويرها ألا وهما المدرب إياد العلي في حمص وادهم كنعان في السويداء.
وقد أكد المدرب الوطني للجودو إياد العلي الذي يشرف على تدريب لاعبات منتخب حمص منذ سنوات طويلة أن بقاء سيدات حمص للجودو في الريادة خلال السنوات الماضية لم يأت من فراغ، بل جاء بعد جهد وتصميم وإرادة إضافة لوجود المواهب التي رسّخت البطولة عند كل اللاعبات وانه يشارك في البطولات أحيانا لاعبات من مختلف الفئات من أجل زيادة الاحتكاك وخاضت كل لاعبة أكثر من عشرة لقاءات وهذا الأمر قد لا يتاح لأية لاعبة في بطولة الجمهورية.
مركز مي زيادة
وأضاف الكابتن إياد: جميع اللاعبات اللواتي مثلن منتخب حمص هن من مركز واحد وهو مركز مي زيادة ومعظمهن من نادي الكرامة مشيرا الى أن اللعبة في محافظة حمص ونادي الكرامة تحديداً تتطور من خلال دعم النادي للاعبات وتقديم كل ما يلزم لهن وللعبة.
وكانت ناعمات جودو حمص واصلن تألقهن بعد أن حققن الألقاب المحلية ورفعن علم الوطن في البطولات الدولية في الفترة الماضية بعد أن مثّلن كل المنتخبات الوطنية.
ونشير الى لاعبات حمص البطلات وصاحبات الانجازات المتكررة في بطولات الجمهورية لفئة السيدات:شادية عساف-نادية عساف-حنان سلوم)-رنا سلوم.وبفئة الشابات: كليمانص اسعد-ولاء سليمان.وبفئة الناشئات:هديل حوراني-غزل شاهين.
وفي الاولمبيات الوطنية: دلع عطرة-هديل مرجان مالفينا اسعد-شذى الرضوان- سراء إبراهيم -رهف شحود -مي محمد- جيا المعلم- هبة داوود-شهد العلي-أروى مرجان-هنادي حبوس.
وفي بطولة الكاتا: كان هناك تمييز للاعبتين: رنا سلوم وحنان سلوم وإحرازهن المركز الأول.
مشاركة خارجية
وعلى الصعيد الخارجي شاركت اللاعبة حنان سلوم ببطولة آسيا التي جرت بدبي كما شاركت اللاعبتين حنان سلوم وكليمانص اسعد ببطولة العرب بالأردن وببطولة الأندية العربية التي أقيمت في لبنان وفي تونس والتي تمكن خلالها لاعبو حمص من اعتلاء منصات التتويج.
بالمقابل هناك بعض الصعوبات التي تعترض اللعبة بعدم تخصيصها بصالة تدريب مجهزة إضافة إلى نقص التجهيزات التدريبية اللازمة .
عائلة كنعان ونادي الرحى علامة مميزة بالجودو
يعتبر نادي الرحى من الأندية الريفية المميزة بحضورها ونتائجها ويسجل للمدرب أدهم كنعان رئيس اللجنة الفنية للجودو في محافظة السويداء أنه استطاع بخبرته وتفانيه بالعمل أن يجعل من اسم ناديه ولاعبيه علامة فارقة في الرياضة السورية وتحديدا بلعبته الجودو فهو متخصص باللعبة بعد أن حقق لبلده الكثير من الإنجازات المحلية من خلال بطولات الجمهورية ومرورا بالاولمبياد الوطني وصولا الى العربية ولم يكتف بذلك و بزمن قصير نسبيا من الإصرار والتحدي وصل للانجاز القاري من خلال متابعته وتأسيسه لقاعدة كبيرة من المواهب فقد بدأ التدريب في النادي عام1995مع شريكته بالحياة والرياضة المدربة رولا أبو صعب التي كانت تهتم بهذه الرياضة وتؤسس لقاعدة كبيرة أينعت ثمارها وبدأ قطف النتائج الجيدة وأخر انجاز لهم هو برونزية بطولة آسيا للشباب والناشئين للاعبة ليلى كنعان والمركز الخامس أيضا لشقيقتها سما كنعان التي جرت في لبنان مؤخرا.
تخصص عائلي
وبالعودة الى عائلة كنعان وقصتهم مع الجودو فالأب أدهم بطل معروف كما ذكرنا وكذلك الأم رولا أبو صعب البطلة والمدربة وبناتهم الثلاث ليلى وسما وجنى بطلات بالتخصص والألقاب إضافة الى مجموعة من اللاعبين واللاعبات الذين يكونون قاعدة اللعبة في المحافظة ونادي الرحى وفرضوا وجودهم وسيكون لهم شان بالمستقبل القريب من خلال المشاركات الخارجية القادمة بعد أن اثبتوا تألقهم على البساط الداخلي.
وأخر ما حققته أسرة كنعان هو الفوز ببرونزية آسيا للاعبة ليلى وأختها سما بالمركز الخامس بعد تعرضها لإصابة بالكتف بعد ان تفوقن على لاعبات من دول لها باع طويل بالجودو والبطولات القارية ولكن بالجهد والمثابرة تحقق الانجاز وهو ثمرة للتحضير المسبق للبطولة من خلال التمرين اليومي ومعسكر المنتخب قبل البطولة بشهر تقريبا حسب كلام الأم والمدربة رولا أبو صعب والتي أضافت قائلة بان اللاعبتين كانتا جاهزتين للمشاركة بل كان ممكن تحقيق الأفضل لولا عامل الخبرة الذي رجح كفة اللاعبات المنافسات وهو نتيجة لقلة الاحتكاك الخارجي الذي يفتقر له الجودو السوري.
تطور الجودو الأنثوي
وتضيف المدربة أبو صعب قائلة :ان زيادة الاحتكاك ومشاركة اللاعبات بالعديد من البطولات الخارجية وإقامة معسكرات لهذه البطولات محليا وخارجيا يؤدي الى تطور الجودو الأنثوي الذي فرض وجوده على البساط الآسيوي وبالتالي تحقيق نتائج أفضل وأكثر.
ولفتت المدربة أن التدريبات تضم إضافة للأخوات كنعان لميس أبو راس -تمارة حميدة -أسيل أبو صعب -آلاء أبو راس – أريج أبو زيدان-هبة أبو صعب -هيا أبو راس -ريماز أبو فخر – غدير أبو زيدان -لينا نصر-شهد السعد -مرح عبد الخالق -دانا النبواني – جوليانا أبو صعب
وكان اتحاد الجودو السابق والحالي اعتمدا إستراتيجية جديدة لإعادة الألق إلى اللعبة التي كانت في مقدمة الألعاب الفردية المتميزة في السنوات الماضية من حيث الأداء والنتائج وتهدف هذه الإستراتيجية إلى التركيز على الفئات العمرية الصغيرة وإعدادها ضمن خطط تدريبية مناسبة لتأهيلها لتكون رديفا للمنتخب الوطني في المشاركات الخارجية المستقبلية بالتوازي مع دعم الفئات العليا وتحضيرها لاستحقاقات القادمة.
وذلك لوجود مواهب وخامات جيدة في اللعبة ما يكفي لإعداد قاعدة قوية يمكننا الاعتماد عليها في المشاركات الخارجية المقبلة بعد أن يتم تأهيلها بالشكل المناسب والدليل على ذلك تألق لاعبينا ولاعباتنا في بطولة الأندية العربية وبالتالي هذا مؤشر جيد لتطور اللعبة وتوسع قاعدتها في المحافظات.
دمشق الغائبة
وفي شأن متصل كانت دمشق تعتبر أحد أهم معاقل رياضة الجودو على مستوى القطر لتخريجها خيرة الأبطال والبطلات على الصعيد العربي والدولي حيث بصمت جودو العاصمة على كافة الأصعدة وتواجدت بقوة في ميادين اللعبة كلها إلا انها غابت عن الساحة بعد تراجعها وتقلص نتائجها وتراجعت اللعبة بسبب إلغاء نادي المحافظة للعبة ضمن ألعابه الممارسة الأمر الذي أثر على المستوى الفني إضافة لظروف الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد وخروج ناديي برزة وميسلون من إمكانية ممارسة اللعبة لكن اللجنة الفنية بالعاصمة ومنذ أكثر من ثلاث سنوات تسعى لعودة الألق لها من خلال حث الأندية والمدربين على الاهتمام باللعبة وفي عام 2016 تم افتتاح مركزين في نادي الفيحاء وعودة اللعبة إلى نادي العرين وتفعيل اللعبة في نادي بردى الذي أصبح من أميز الأندية الممارسة لرياضة الجودو تم وضع خطة تهدف إلى النهوض برياضة الإناث بشكل خاص بدمشق من خلال متابعة القواعد الصغيرة (شبلات وناشئات) وبالنسبة لفئة السيدات متمركز اللعبة بنادي قاسيون حيث تتواجد في النادي أميز اللاعبات على صعيد هذه الفئات.
وإذا نظرنا لبقية المحافظات والتي كان لها حضور ومنافسة أمثال القنيطرة ودمشق وغيرها إلا أنها تراجعت وأصبح وجودها للمشاركة من اجل المشاركة فقط أي أنها تلعب دور الكومبارس وهناك البعض بدأ العمل لتطوير اللعبة و إعادتها لسابق عهدها.