بحثاً عن لقمة العيش وبعيدا عن الرياضة … بطـــل المصارعـــة أســد الأســطة عامـــلاً في معمــل بلاســـتيك بأربيــــل

ملحم الحكيم: ما أصعب أن يقول مصارع بحجم أسد الدين الاسطة «الرياضة مو النا» وهو الذي فتح عينيه على الدنيا في عالم المصارعة كونه ابن البطل الدولي أحمد الأسطة في عصر المصارعة الذهبي» .


‏‏‏‏‏‏‏‏‏


دون سابق انذار وفجأة غادر بطل المصارعة أسد الاسطة الديار الى بلاد الاغتراب، حاله حال الكثير من أبطال رياضتنا في ألعاب متنوعة وعلى فترات مختلفة وفي عالم المصارعة الامثلة كثيرة ما بين لاعبين كأسد. منهم من شارك على نفقته ومن مكان اقامته باسم وطننا ومنتخب مصارعتنا كأمير العوض المقيم في مصر وعبدالله كريّم المقيم في المانيا ومنهم من طلب من اتحاد المصارعة المشاركة باسمه كحمزة وعادل بكر المقيمين في بلغاريا وجميعهم أبطال حملوا ألقابا رنانة في بطولات الدول المقيمين فيها ومدربين كالبكر والزيار والصالح والناشد وغيرهم، فما الذي دفع بالاسطة إلى ذلك وهل من ضغوطات مارسها اتحاد اللعبة أو المكتب التنفيذي عليه او معوقات منعته من تحقيق ما يرمي اليه على بساط المنافسة وما الأسباب الموجبة التي دفعته لترك الرياضة والمصارعة وهو بطلها وحامل لقبها الذي لا يستطيع أحد انتزاع اللقب منه.‏


فنياً‏


يقول الاسطة :ترعرعت في عائلة رياضية من المصارعين وقدوتي والدي البطل احمد الاسطة واخوتي»بطل العالم العسكري فداء الدين الاسطة» فشاركت في بطولات الجمهورية لفئات الاشبال والناشئين والشباب وحملت لقب جميعها وحينها لم أكن أتقاضى أي رواتب أو تعويضات أو مكافآت مالية، ولم أكن أهتم لها اصلا ولكن في فئة الرجال التي حملت لقبها أيضا فالوضع يختلف كليا لعدة أسباب: أولها أنها الفئة الأساسية ذات المشاركات القوية والنتائج الرسمية التي ستلصق باسمي ولتحقيق هذه النتائج لا بد من تحضيرات قوية ومعسكرات مستمرة خارجية وداخلية ومشاركات بجميع المحافل ما من شأنه تعزيز قدرة المصارع وكل هذا ليس متوفر لنا، ليس تقصيرا من اتحاد اللعبة الذي قدم كل امكانياته أو المكتب التنفيذي إنما نتيجة الظروف التي مررنا بها والتي كادت تنعدم فيها المشاركات والمعسكرات بما فيها الداخلية التي اقتصرت في معظمها على بعض الأوزان فقط من أصل الكل « المعسكر مثلا لخمسة أو ستة مصارعين فيما الأوزان تتطلب عشرة وعلى الأقل عشرة من الرديف ليتدرب كل مصارع مع رديفه على الاقل فيما كان معسكرنا دون أي رديف او منافس فمع من إذا نتدرب وكيف نطور مستوانا الفني لنحضر النتائج التي نطمح لها والتي تركنا كل شيء لاجلها(أعمالنا ودراستنا وواجباتنا الحياتية ) للالتزام بالتدريب وتحقيق البطولة، أي وفقا للامكانيات المتاحة لن نستطيع تحقيق طموحنا بالبطولة وبمعنى واقعي « ليش حتى نعذب حالنا عالفاضي»‏


مادياً‏


وأضاف الأسطة : من جهة ثانية فإن اتحاد اللعبة لم يقصر معي أو مع أي من أبطاله فكان يسعى لتقديم المكافآت للأبطال وأحيانا صرف تعويضات في البطولات المركزية لكل لاعب مشارك وثانيا المكتب التنفيذي لطالما كان داعما للعبة ولكن النظام المالي لا يلبي طموح أي لاعب لاسيما الألعاب الفردية، لان اللاعب سيترك عمله الذي يعتاش منه ويضحي بوقت دراسته إن كان طالبا أو يستثنى من الواجبات البيتية ليتفرغ للعملية التدريبية لأنه مشغول بها طوال اليوم الفترة الصباحية والمسائية وهذا سنضعه جانبا ولكن ألا يتطلب الوصول من والى مكان التدريب مصاريف وتكاليف مالية.‏


وقال بحرقة : ماذا أفعل ب ١٢ألف أتقاضاها من ناديي، وأنا بطل جمهورية لكل الفئات وبطل عرب ناشئين وبطل عرب شباب وبطل البحر المتوسط وبطل دورة الترجي الدولية، ألا يحتاج الرياضي لغذاء خاص كل حسب لعبته ووزنه من أين لي إذا أن تأمين متطلبات حياتي إن كانت التعويضات تعطى خلال فترة التحضير لدورةأو بطولة ما والتي بالكاد تكفي أجار الطريق، « من الأخر» تركت الرياضة لأن حالي دائما « ليس معي نقود» لدرجة صرت أشعر بنفسي «أتسول» حاجتي.‏


وتابع الاسطة: ماذا سينفعني لقب بطل مصارعة، بعد أن أصبحت رجلا عليه مسؤوليات وتأمين مستقبل لا أن أنتظر « خرجيتي» من والدي الذي حمل افضل ألقاب العالم وخرّج أبطال كبار يوم صار مدربا، ليعود بعد كل هذه الانجازات إلى عمله» كهربجي» لتأمين لقمة عيش عائلته، لهذا تركت المصارعة لأعمل الان في معمل بلاستيك في أربيل بالعراق.‏


وبحسرة قال:» أعلم تماما أنني لن أسمع فيه كلمة البطل لكن مردوده سيكفيني وكما يقال» من أولها أحسن من اخرها» اذ لا مستقبل لأبطالنا في ظل الواقع الرياضي ونظامه المالي الراهن.‏


رفع التعويضات واستمراريتها‏


يتابع أسطة : لا يوجد رياضي إلا ويطمح لتمثيل وطنه ولعبته ويحمل لقب بطولة ويرفع علم بلده عاليا ولكن متطلبات العيش صعبة جدا لا سيما في أيامنا هذه التي لا بد من اعادة النظر بنظامها المالي ورفع تعويضات الرياضي بما يتناسب والوضع المعيشي كل حسب لقبه والبطولة التي أحرزها وفئته العمرية وبفارق ملحوظ لكل نوع بطولة بحيث يكون حافزا لبطل العرب مثلا أن يحمل لقب بطل آسيا وبطل آسيا يطمح لحمل لقب بطل العالم أو الاولمبياد.‏


وغيرها من الألقاب ويكون التعويض مستمرا لا يقتصر على فترات التحضير اضافة لرفع تعويضات اللاعب بناديه الأم وعدم ربطها بتعويضات المنتخب أو الراتب الوظيفي فالرياضي له متطلبات لا يحتاجها الانسان العادي وهذا اولا اما ثانيا فعمر البطل « رياضيا قصير» أي أن الموظف يتقاعد بسن الستين فيما يتقاعد اللاعب كحد اقصى بسن ٣٥ دون أن يكون له أي تعويض تقاعدي يذكر اذ لم يكن موظفا ودون أن يكون له أي هدف يرتجى فماذا سيفعل…؟‏


الاجابات تتنوع فمنهم يصبح مدربا او حكما وكلاهما بذات مرارة اللاعب فتعويضات المدرب بالكاد تكفيه أجار الطريق من وإلى صالته، وأجور الحكم أكثر مرارة فماذا يفعل ان كلف بالتحكيم لمرة واحدة بالعام، وهاهم ابطال اللعبة الذين أصبحوا مدربين غادروا بدورهم الى بلاد الغربة لتأمين لقمة عيشهم، هذا إن تمكن أحدانا من تأمين العمل كمدرب اذا لا يمكن ان يصبح كل ابطالنا مدربين.‏


ويختم اسد حديثه « البطل لقب كبير كلف الوطن الكثير للوصول اليه ولا بد من الحفاظ على أبطال رياضتنا على اختلاف ألعابها من خلال تحسين واقعهم المعيشي ورفع تعويضاتهم بما يتناسب والوضع الحالي.‏

المزيد..