هل باتت كرتنا المحلية بحاجة لجلسة عصف ذهني ومرشد نفسي ..؟

– الموقف الرياضي: بعد الصدمات والانتكاسات المتتالية التي تعرّضت لها كرتنا المحلية وخاصة على صعيد منتخباتها الوطنية في المشاركات الآسيوية، فإن الحاجة أصبحت ماسة لعقد جلسة عصف ذهني تثمر عن وضع الحلول المنطقية والفاعلة، وتعيد للرياضة الأهم والأكثر شعبية إشراقتها المفقودة.


‏‏‏‏‏


الظروف الصعبة تحتم على الاتحاد السوري لكرة القدم الذي سيشكل قريباً الدعوة إلى عقد جلسة عصف ذهني، يشارك فيها الخبراء ممن يمتلكون الكفاءة الفنية والإدارية، بهدف الخروج من نفق الإخفاق، والارتقاء بكرة القدم السورية بعد التراجع الواضح، و زرع اليأس في قلوب المتابعين.‏‏‏


وتعتبر جلسات العصف الذهني في حال تم التعامل مع مخرجاتها بجدية، من أنجح الخطوات التي تقود إلى إيجاد الحلول، لكونها تساعد المجتمعين على استلهام أفكار مبدعة تساهم في تشخيص الخلل.‏‏‏


وقد وقعت الاتحادات الكروية المتعاقبة في سلسلة أخطاء تراكمت على امتداد السنوات الماضية، لتكلفهم العودة خطوات نحو الوراء، نتيجة سوء التخطيط والارتجالية في اتخاذ القرارات، والتخبط في اختيارات الأجهزة الفنية، والتغييرات المستمرة، وتفضيل المشاركة بالبطولات،على حساب المسابقات المحلية التي افتقدت لقوتها ورونقها، نظراً لكثرة التوقفات التي دمّرت الفرق واللاعبين وشتتت المدربين والجماهير.‏‏‏


انعدام التخطيط‏‏‏


تفتقد الكرة السورية للخبير القادر على وضع الخطط الفعلية التي تقود إلى إحداث التطور المنشود على صعيد المنتخبات الوطنية، حيث لا تزال الكرة السورية تفتقد لتلك الأيام الذهبية التي مرت بها وعاشتها.‏‏‏


احتراف منقوص‏‏‏


لا تزال كرة القدم السورية تفتقد لقدرتها على تطبيق الاحتراف بمفهومه الشامل نظراً لغياب الرؤية المتكاملة، فالاحتراف يبقى منقوصاً، ومحصوراً باللاعبين ومقدمات عقودهم وانتقالاتهم بين الأندية.‏‏‏


عقوبات أنهكت الأندية‏‏‏


تعليمات الموسم الكروي أصبحت بحاجة إلى إعادة نظر، وتحديداً بما يخص العقوبات المالية التي يصدرها الاتحاد السوري لكرة القدم بشكل مبالغ فيه بحق الأندية، ما خلق حالة من التوتر بين الطرفين.‏‏‏


ويمتد الأمر كذلك إلى العقوبات التي يتم اتخاذها بحق الجماهير التي تخرج عن النص، وسط عجز في إيجاد الحلول الحقيقية، فكانت النتيجة مقاطعة الجماهير لبعض مباريات الدوري.‏‏‏


المسابقات المحلية ليست أولوية‏‏‏


أصبح الاتحاد السوري لكرة القدم الذي يُقبل على خوض انتخابات دورة جديدة مطالباً أيضاً بإيلاء المسابقات المحلية الأهمية القصوى، بحيث يتم وضع أجندة واضحة قبل بداية الموسم لا تقبل التأجيل أو التعديل، وبما يحمي بطولاته من مسلسلات التوقفات المملة.‏‏‏


وتعاني المسابقات السورية كذلك من محدودية قيمة الجوائز المالية المخصصة لأصحاب المراكز الأولى لبطولاته، حيث تعتبر ذات قيمة زهيدة مقارنة مع ما تنفقه الأندية لإعداد فرقها، فجائزة كبرى البطولات المحلية وهي الدوري يجب أن يحصل الفريق الفائز فيها على مبلغ كبير جداً وكذلك الوصيف وأيضاً الفريق الحاصل على المركز الثالث وهكذا، على أن تحصل كل الفرق على مبالغ مالية حسب المركز الحاصلة عليه في سلم الترتيب النهائي.‏‏‏


و تواضع قيمة الجوائز المالية للمسابقات، من شأنه أن يُفقد الفرق رغبة المنافسة على الألقاب، لأن المعادلة الحالية تشير إلى أن من يسعى للحصول على لقب بطل الدوري، فإنه في نهاية الموسم سيخرج مديوناً، لأن إعداد الفرق وتدعيمها بلاعبين جيدين للمنافسة على الألقاب بات أمراً مكلفاً.‏‏‏

المزيد..