كأس العرب نســــور قاسيون حلقوا أعلى من نسور قرطاج بعــــد خسارته أمــــام الإمـــــارات يصعق تونـــــس بثنائية
الموقف الرياضي:حلق نسور قاسيون عالياً في سماء الدوحة وأفرحوا ملايين السوريين بفوز تاريخي على منتخب تونس المرشح لنيل اللقب وغلبه بهدفين نظيفين حملا توقيع أوليفير كاسكاو ومحمد العنز.
نسور قاسيون كانوا الحدث بالأمس بعد مشهدية الانتصار الذي أتقنوه وبرهنوا انهم أهل الثقة وبأن كل ما سبق لا يتعدى كبوة جواد إن صح التعبير فكانوا رج الاً لم يكن للخوف ورهبة الخصم مطرحاً عندهم ولم تثقلهم هزيمة الافتتاح أمام الإمارات وتناسوا واقعاً مريراً محبطاً ليستعيدوا الهيبة وروح الانتصار.
فوز صادم
في تفاصيل الانتصار الذي بدأت ملامحه مع انطلاقة الشوط الثاني لمواجهة الإمارات الافتتاحية والتي خسرها منتخبنا بهدفين مقابل هدف وحيد حمل توقيع ورد السلامة فبعد شوط أول كارثي دخل النسور استاد البيت في الخور القطرية بصورة مختلفة وبلمسات وبصمات رومانية واضحة لمدربنا تيتا فاليريو ومعها بدأت الحكاية.
غيابات بالجملة «للنجوم»،وإصابات مقلقة لعناصر المنتخب وترشيحات وتصريحات رنانة جميعها تصب في مصلحة التونسي ولكن الحقيقة خلاف ذلك.
هدف مبكر للنسور عبر الشاب أوليفير كاسكاو أربك حسابات التونسيين بل رسم دهشة على وجوه مشجعيه على المدرجات… وإتقان للأدوار الدفاعية وتنظيم تكتيكي أفقد نسور قرطاج تركيزهم فحاولوا إمساك الكرة والاستحواذ عليها دون فاعلية لصحوة دفاعنا وتألق حارسنا خالد حجي عثمان لينتهي الشوط ببطاقة حمراء تونسية.
في الشوط الثاني المشهد يقول إن الكبار لا يهابون شيئاً ونجح نجم اللقاء محمد العنز بإطلاق صاروخية في الشباك التونسية تغنى بها حتى التوانسة.
المشهد كارثي على النقاد والمتابعين فالصاعقة السورية نزلت على الروؤس وحسابات الكأس تغيرت على إيقاع نسور قاسيون ومن خلفهم الروماني تيتا.
غزل بالنسور
أمسية سورية بل عربية كان للنسور الحصة الأكبر من أحاديث الإطراء بل الغزل والاعتراف بأحقية الانتصار وكسب الرهان فالشاشات والمواقع ومنصات التواصل تعج بالصور والعبارات التي أجمعت أن نسور قاسيون عادوا للتحليق والقسم الأكبر غمز لضرورة محاسبة وفتح ملف من خرب وسرق روح التحدي عندهم.
طموح
ما قدمه وحققه نسورنا رفع سقف الطموحات ببلوغ واثق لدور الثمانية شرط تجاوز موريتانيا وتحقيق الفوز بتركيز عالٍ واحترام للخصم وهذا ما لمسناه أمام تونس احترام وليس مهابة أو خوف بل اليوم نسورنا بمن حضروا هم مصدر الخوف والقلق للخصوم.
فلسفة رومانية
تيتا الذي نعرف روح التحدي لديه أجاد بقراءة المنتخب التونسي وعطل مفاتيح لعبه بل فرض أسلوب لعبنا داخل المستطيل الأخضر واستطاع توظيف إمكانيات نجومنا أحسن توظيف.
وهنا نذكّر بالفوز التاريخي على منتخب السعودية في كأس آسيا في الدوحة قبل عقد والذي كلف السعودية حينها إقالة المدرب وتغييرات في هيئة الشباب والرياضة.
تيتا أكثر نضجاً ودراية ونعول عليه لتصحيح مسار تم تخريبه وتدميره بآياد آثمة بعد تألق مدربينا الوطنيين وتحقيقهم ما عجز عنه العربي والأجنبي يقدم تيتا نفسه منقذاً نثق به.
ملف العبث والتخريب بجسد المنتخب سنفرد له في القادمات ما يستحق بالنظر لحساسية تبعاته وضرورة وضع النقاط على الحروف.
المؤتمر الصحفي
أعرب المدير الفني لمنتخبنا الوطني الروماني تيتا فاليريو عن سعادته الكبيرة بالحصول على العلامة الكاملة والتغلب على المنتخب التونسي بهدفين دون رد في المواجهة التي جمعتهما أمس الجمعة على استاد البيت في الخور.. وقال في المؤتمر الصحفي للمباراة: نجحنا بالتعامل مع أسلوب الفريق التونسي وتمكنا من تسجيل هدف مبكر أربك حسابات المنافس وهو ما خططنا له كي نتمكن من اكتساب الوقت والدخول في جو المباراة ، أريد أن أشكر جميع اللاعبين على المجهود الذي أظهروه على مدار الشوطين وعلينا منذ الآن أن نفكر في المواجهة الختامية .
وحول سبب نجاح المنتخب السوري بطي صفحة النتائج السلبية التي حققها في الآونة الأخيرة أكد فاليريو : شاهدت مواجهة المنتخب التونسي ضد موريتانيا وقمنا بتحليل هذا الفريق وطلبت من اللاعبين التركيز على الكرات القصيرة واللعب بأسلوب الاستحواذ على الكرة وعدم فسح المجال للاعبي المنتخب التونسي بدخول منطقة الجزاء وتشكيل الخطورة لمعرفتنا بقدرتهم على التوغل الناجح ، وعلى الرغم من نتيجة الفوز ولكن مازلنا نحتاج للوقت لكي يصل المنتخب للمستوى المأمول ونعيد ترتيب الأوراق من جديد ونحن حضرنا للمشاركة من أجل الإعداد للمرحلة المقبلة من التصفيات الآسيوية والتفكير باستعادة التوازن من جديد.
وختم مدرب منتخبنا: لدينا فرصة للتأهل إلى الدور ربع النهائي في مواجهتنا الختامية ضد موريتانيا بعد ثلاثة أيام وعلينا أن نعمل لنجهز المنتخب بالصورة المطلوبة وخاصة على المستوى البدني والاستشفاء.. علينا الحذر في هذه المواجهة التي تصنف تحت بند المواجهات الصعبة . من جانبه أبدى لاعبنا محمد العنز الحاصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة سعادته الكبيرة بالفوز على المنتخب التونسي وقال: كنا بحاجة ماسة لهذا الفوز ، وتمكنا من تحقيق العلامة الكاملة على منتخب كبير بحجم المنتخب التونسي ، والجمهور السوري كان ينتظر الفوز بفارغ الصبر بعد سلسلة من النتائج السلبية .. علينا أن نطوي الصفحة وأن ننهي احتفالات الفوز من أجل التفكير في لقاء موريتانيا المقبل والذي سيمثل الكثير من الأهمية في حسابات التأهل للدور ربع النهائي ونتمنى أن نواصل على المنوال نفسه ونتمكن من إسعاد الجماهير السورية الكبيرة التي تواكبنا بقوة وتساندنا .