الوقت الضائع جنون الميركاتو

الصفقات القياسية للاعبي كرة القدم دائماً تشغل حيزاً كبيراً في وسائل الإعلام والنقاد يرنون إلى القيمة السوقية للاعبي الكرة البارزين، لكن الأمر غر الطبيعي الجنون الذي لا يصدق، فهل من المعقول تخيل أن البرازيلي فيلبي كوتينيو استقدمه ليفربول في شتاء 2013 بثمانية ملايين ونصف المليون جنيه أسترليني ليباع بعد خمس سنوات بالتمام والكمال بـ142 مليوناً فأي تجارة رابحة هذه؟


الجميع اعتقد أن القدرات المالية الهائلة لباريس سان جيرمان قد لا تتوفر في غيره فكان المبلغ الخيالي للتعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون يورو وهي قيمة الشرط الجزائي، وهذه النقطة بالذات دفعت الأندية لإعلاء سقف الشروط الجزائية حتى للاعبين العاديين ولم يعد الأمر متعلقاً باللاعبين الصفوة.‏


فمن يتخيل أن الشرط الجزائي الذي وضعه برشلونة للتخلي عن كوتينيو حالياً هو 400 مليون يورو؟‏


المال عصب الأندية هذه حقيقة ليست خافية على أحد والملاك يلهثون وراء المال أكثر من مصالح الأندية، ونادراً ما يأتي مالك يدفع من جيبه وخير من مثل الاتجاه الأخير الروسي أبراموفيتش مالك تشيلسي الذي أمضى عقداً كاملاً والفريق ميزانه التجاري خاسر وبذل الغالي والنفيس كي يفوز البلوز بدوري أبطال أوروبا.‏


ملاك ليفربول اشتروه بـ300 مليون جنيه وهذا المبلغ الذي كان مقبولاً قبل ثمانية أعوام استردوه من بيع أربعة لاعبين فقط هم توريس وسواريز وستيرلنغ وكوتينيو عدا حقوق النقل التلفزيوني وعوائد المشاركة في البطولات الأوروبية.‏


في السابق كنا ننتظر الوقت لنشاهد الصفقات تتحطم ولنا في مارادونا مثال، فعندما انتقل لبرشلونة مقابل ثلاثة ملايين جنيه استرليني عام 1982 حافظ على رقمه عامين لينتقل إلى نابولي بخمسة ملايين وبقي قياسياً حتى1987 عندما انتقل غوليت لميلان.‏


وبالأمس القريب انتقل زيدان من اليوفي للملكي 2001 مقابل 53 مليون جنيه واستمر رقمه قياسياً ثماني سنوات حتى كسره كاكا ثم رونالدو في العام ذاته 2009.‏


الآن بتنا نتوقع صفقات قياسية عند كل انتقال وليفربول بالذات خرق العادات والتقاليد عندما دفع 75 مليون جنيه إسترليني مقابل مدافع كصفقة لم يكن أحد يتوقع وصولها لهذا الرقم الذي يسيل له اللعاب، والسؤال الذي يطرح نفسه لو كان ميسي متاحاً للبيع فكم يصل ثمنه؟‏

المزيد..