أكاديميون وخبراء.. هل تفعلها اللجنة المؤقتة وتتخذ القرار؟!

متابعة- أنور الجرادات:خطوة على قدر كبير من الأهمية يفترض أن تقدم عليها اللجنة المؤقتة المسؤولة عن تسيير شؤون كرة القدم في تشكيل لجنة فنية تمثل خليطاً من الأكاديميين والخبراء الكرويين والإداريين تتولى تقديم المشورة وإبداء الرأي في الكثير من الأمور تكون في الغالب شائكة وتحتاج لقرار عادل ومنصف.


‏‏


وبرغم أن تلك الخطوة ستشيع بين الوسط الكروي الكثير من الارتياح والاطمئنان على سير عمل الاتحاد إلا أنها في ذات الوقت قد تفرز الكثير من التساؤلات المنطقية البعيدة عن الاندفاع العاطفي وفرحة الاستجابة المتأخرة لأصوات كانت تنادي الاتحادات المتعاقبة بتفعيل عمل اللجان الفنية ومنحها مساحة كافية من العمل التضامني، للارتقاء بالكرة السورية وتذليل الصعوبات التي تواجهها والخروج من شرنقة التفرّد بالقرار والتصرف التي طالما كانت أحد أسباب التراجع الذي أطاح الكثير من طموحات ملامسة الإنجاز الفعلي.‏


دائمة أم مؤقتة؟‏


إن الشكوك والهواجس في قرار تشكيل اللجنة – في حال إن تم – لم تأتِ من فراغ، بل من رؤية منطقية يقف في مقدمتها الغموض في بيان أسباب إنشاء اللجنة، حيث تركز الهدف منها على أن تعطي النصائح اللازمة والضرورية، وهنا لابد أن يتبادر إلى الأذهان تساؤل مشروع: لماذا سيلجأ الاتحاد إلى تطويق مساحة عمل اللجنة وربطه بأمور استشارية فقط طالما أنه على قناعة أن المشورة الفنية سواء باختيار الكوادر أم بالدعم الفني هو ضرورة تصب في صالح الكرة السورية وخاصة أن هناك استحقاقات مهمة قادمة.‏


إن عملية التحديد وربط (إنجاز تشكيل اللجنة) بفترة بقاء اللجنة المؤقتة هي أقرب إلى مساومة إدارية تستهدف استرضاء الناخبين وتوجيه الأنظار إلى وجود تغيير في منهجية وعمل الأعضاء الحاليين منها الى رؤية علمية غايتها خدمة الكرة السورية وضمان وجود سياق دائم ينطلق من مبدأ التضامن في البناء بغض النظر عن إعادة انتخاب الأسماء الحالية أو ظهور هيئة جديدة تتولى تكملة المشوار.‏


العمل التضامني‏


عندما تمنح اللجنة الصفة الدائمة في العمل فإنها ستعمل وفق رؤية ثابتة يكون من واجبها تقييم عمل الاتحاد ومدى تفاعله واستجابته لما يطرح عليه من حلول فنية، وبالمقابل تكون هناك حدود لطبيعة وأسلوب التعامل من قبل أعضاء اللجنة حتى لا يتم سلب القيمة الفكرية والشخصية، وهنا فإن استجابة الاتحاد لبعض الملاحظات الفنية لابد أن تقترب من مبدأ العمل التضامني الملتزم بروح المصلحة العامة وتبتعد عن حساسية المنصب، وأن ينخرط الجميع تحت سقف تحقيق الغاية والهدف ولذلك لابد أن تسقط من الأذهان نظرية (التدخل وفرض الرأي) وتطرح التشاور والتحاور المهني وفق أسس متينة ومقرّة ومعروفة من جميع الأطراف، فإن نجحت في عملها سيحسب لهم جميعاً وإن كان خلاف ذلك لا سمح الله فإن الكل سيعترف بالفشل بروح رياضية ملتزمة.‏


باختصار نقول: نحن نطمح إلى حصاد النجاح المتأتي من عمل مدروس يكون ركيزة دائمة لا تشوبه الهواجس ولا الغايات النفعية ويبتعد عن الاحتمالات الفلكية والأهم الثقة في العمل من دون أن نفكر كيف نهرب من المسؤولية ومن سيكون (كبش الفداء) عندما يحضر الفشل.‏

المزيد..