الموقف الرياضي:لا نبالغ بالقول إن آمال منتخبنا بالتأهل إلى كأس العالم باتت في حدها الأدنى وتحتاج إلى أكثر من معجزة لتحقيق هذا الحلم الذي بات في مهب الريح بنسبة كبيرة جداً، فالخسارة الثقيلة أمام المنتخب اللبناني، بهدفين لثلاثة، عرت أوراق الخريف وكشفت عن حضور مهلهل لفريق تضرب الفوضى صفوفه على المستوى الفني والتكتيكي والمقدرة على الالتزام برؤية فنية، في حال وجودها، حيث عدم الانسجام في التشكيلة الأخيرة، رغم جودتها ظاهرياً، وضياع اللاعبين (الهواة) أمام عقلية الاحتراف التي لمسنا الكثير منها في صفوف المنتخبات المنافسة وكان التفوق للكرة اللبنانية واضحاً على المستوى التكتيكي بشكل أحرج لاعبينا والجهاز الفني..
ولا شك أن عدم الثبات على تشكيلة أساسية، لأسباب متعددة ومنها الأخطاء الإدارية والغيابات، قد ساهم في اهتزاز صورة المنتخب خلال المباريات الأربع في هذه التصفيات.
شوط متأرجح
الشوط الأول بدأ فيه منتخبنا بروح عالية نسبياً رغم الكرات التائهة التي لم تشكل خطورة على مرمى اللبناني وكرة عمرو ميداني مرت دون أن تعذب الحارس حتى الدقيقة 20 ومن أول حضور حقيقي ومن كرة ملعوبة عرضية من المواس تقدم الخريبين من الخلف وسجل هدفاً أول ظننا أنه سيكون الفاتحة لأهداف عديدة قادمة، وألغت تقنية الفيديو هدف السومة ليتراجع الإيقاع بعدها مقابل انضباط شديد من لاعبي المنتخب اللبناني الذين أجادوا التعامل واستغلوا الأخطاء الدفاعية لمنتخبنا فكان الهدف الأول في الدقيقة لمحمد قداح 45ثم ضاعف الغلة من تسديدة بعيدة وقف أمامها العالمة عاجزاً لينتهي الشوط الأول بخيبة كبيرة بعد البداية شبه المثالية..
شوط كارثي!
الخيبة التي انتهى بها الشوط الأول تضاعفت مع الهدف اللبناني الثالث لسيمون سعد بالدقيقة 53 وجاء أيضاً من تسديدة بعيدة لم يتمكن العالمة، بأدائه المتواضع، من فعل شيء أمامها.. لتأتي التبديلات الثلاث ويتحسن الأداء بشكل نسبي لمنتخبنا الذي طالب بركلة جزاء لكن تقنية الفيديو لم تؤكد ذلك ليزداد الضغط على منطقة المنتخب اللبناني ويتمكن السومة من تسجيل الهدف الثاني لمنتخبنا في الدقيقة 65 لكن الفوضى وعدم التركيز والعصبية ضربت خطوط لاعبي منتخبنا بدءاً من خط الدفاع المتواضع أصلاً مروراً بالوسط التائه، وافتقار المدافعين للكرات والمساندة والاعتماد على الكرات البعيدة التي سهلت المهمة على لاعبي المنتخب اللبناني الذي خرج بفوز تاريخي على منتخبنا علماً أن العارضة نابت عن الحارس اللبناني في التصدي لرأسية السومة في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.
ترتيب منتخبات مجموعتنا…
في النتائج تعادلت إيران وكوريا الجنوبية بهدف لكل منهما، وتعادلت الإمارات والعراق بهدفين لكل منهما وبهذه النتائج حل منتخبنا في المركز الأخير بنقطة واحدة في المجموعة الأولى، بينما يتصدر المنتخب الإيراني الترتيب بـ 10 نقاط يليه منتخب كوريا الجنوبية بـ 8 نقاط ثم منتخب لبنان بـ 5 نقاط فمنتخبا الإمارات والعراق وفي رصيد كل منهما ثلاث نقاط.
منتخبنا بدأ هذه المرحلة الأخيرة من التصفيات المونديالية بالخسارة أمام نظيره الإيراني بهدف دون رد، ثم تعادل مع الإماراتي بهدف لكل منهما، ثم خسر أمام الكوري الجنوبي بهدف لهدفين، وكانت الخسارة الرابعة والقاسية أمام اللبناني.
التشكيلة
ابراهيم عالمة وسعد أحمد ومؤيد عجان وعمرو ميداني وكامل حميشة، وعمر خريبين وإياز عثمان وعمر السومة ومحمود المواس ومحمد عثمان وعبد الرحمن ويس.
أخيراً
لا بد من الإشارة إلى العنوان حيث قلنا إن آمال منتخبنا باتت في مهب الريح وذلك بالقياس إلى عطاء ونتائج المباريات السابقة على الرغم من أن الحسابات على الورق تترك هامشاً ضعيفاً لحسابات صعبة ومركبة، مع أمل ضعيف بأن نشاهد المنتخب يتفوق على نفسه وفي الوقت نفسه ان تخدم النتائج الأخرى مسيرته القادمة مع العلم بأن الجميع ينافس ويقاتل من أجل حلمه والمركز الثالث يبقى الحلم الضعيف.