المعد البدني والمعالج في أنديتنا ومنتخباتنا.. جندي مجهول!

متابعة- أنور الجرادات:تعاظم دور الإعداد البدني والطبي في كرة القدم مع تنامي شعبيتها وارتفاع مستوى منافساتها وتزايد عدد أنديتها ومسابقاتها، بات لاعب كرة القدم المحترف مطالبا بخوض نحو ( ٥٠ ) مباراة في الموسم الواحد على الأقل، وهو رقمٌ قابلٌ للارتفاع لدى الأندية الكبرى التي تبلغ عادةً الأدوار المتقدمة في المنافسات القارية، مما يجعل لاعبيها مضطرين لخوض عدد مباريات قد يصل إلى ( ٦٠ ) في الموسم الواحد..!


‏‏


وأمام هذا الكم الهائل من المباريات، برزت أهمية عامل اللياقة البدنية في تحديد وجهة البطولات الكبرى، خاصة تلك التي تستمر على طول الموسم الكروي، كمسابقات دوري المحترفين التي لاحظ الجميع السمة المميزة التي تجمع بعض الأندية ان لم نقل أكثر من النصف بمستوى بدني ولياقي مرتفع، سمح لهم بالاستمرار في المنافسة حتى النهاية على الصعيد المحلي.‏


مسؤولية‏


ويُعتبر طبيب النادي المسؤول الأول عن الجانب الصحي لدى اللاعبين، إضافةً لاعتباره مسؤول مشترك عن الجانب البدني واللياقي لديهم، إذ تشمل مهامه الاطلاع على طرق التدريب البدني، وبيان مدى مواءمتها لحالة اللاعبين الصحية في كل فترة من فترات الموسم، إضافةً إلى دوره الرئيسي في إجراء الفحوصات الطبية الدورية للاعبين، وتشخيص إصاباتهم حين حدوثها، ومتابعة حالاتهم حتى عودتهم إلى التدريبات، إضافةً إلى الإشراف على كل ما يتعلق بنوعية غذائهم وطرق علاجهم من الأمراض السارية، ومراقبة أنواع العقاقير التي يتعاطونها للتأكد من خلوها من المواد المحظورة أو المؤذية، ومراقبة نوعية الألبسة والأحذية والضمادات الواقية التي يستعملها اللاعبون…‏


اختصاص‏


ويكون طبيب النادي عادةً من حملة الإجازة في اختصاص الطب الرياضي، الذي أصبح يُدرس في معظم جامعات العالم، وفي حال عدم وجود ذلك الاختصاص في بعض البلدان، يكون الطبيب غالبا من أصحاب الاختصاصات العظمية أو العصبية، ولا يُشترط عادةً إلمام الطبيب بقوانين لعبة كرة القدم، ولو أن معظم المدربين يفضلون توفر تلك الميزة في أطبائهم، ويُعتبر طبيب النادي المسؤول الأول عن الجانب الصحي للاعبين، ويكون عادةً من خريجي اختصاص الطب الرياضي ويعاون الطبيب في عمله مجموعةٌ من الفنيين والخبراء، يأتي على رأسهم أخصائيو العلاج الفيزيائي، الذين يحمل معظمهم مؤهلات أكاديمية وشهادات خبرة في مجال العلاج الطبيعي، ويتمحور دورهم في مساعدة اللاعبين على الاستشفاء وإزالة آثار الإرهاق إثر التدريبات والمباريات، عبر إجراء عدد من طرق العلاج الفيزيائي الطبيعي، كالتدليك وحمامات الساونا وغرف البخار والتبريد وغيرها، إضافةً إلى دورهم في معاونة الطبيب على إجراء الإسعافات الأولية اللازمة للاعبين المصابين، ومن ثم متابعتهم في أثناء فترة علاجهم وتأهيلهم للعودة إلى الملاعب.‏


طبيب نفسي‏


كما يتضمن الطاقم الطبي في معظم الأندية الكبرى، عددا من خبراء التغذية الذين يشرفون على اختيار الأطعمة المناسبة، إضافةً إلى وجود طبيب نفسي، مهمته تعزيز الروح المعنوية لدى اللاعبين، ومساعدتهم على تجنب آثار الإحباط الناتجة عن الهزائم أو الإصابات أو الانتقادات أو أي ظروف أخرى.‏


وقاية…‏


ورغم عدم تبعيتهم للطاقم الطبي بشكل مباشر، يُعد مدربو اللياقة البدنية معنيين بشكل مباشر في موضوع إصابات اللاعبين، حيث يُعتبر برنامج الإعداد البدني السليم، الوقاية الأهم للاعب من خطر الإصابات، والضمانة الأولى لمدرب الفريق لإتمام الموسم دون مشاكل بدنية في الفريق، إضافةً إلى دور تمارين الإحماء قبيل المباريات في تجهيز اللاعبين، والحد من إمكانية تعرضهم للإصابات.‏


ويشرف مدربو اللياقة البدنية على إجراء تدريبات جماعية كالجري والقفز، وأخرى فردية تجري داخل صالة الألعاب الرياضية‏


وتُعتبر مرونة عضلات اللاعب وقوتها وقدرتها على التحمل، إضافةً إلى عوامل الرشاقة والسرعة والتركيز الذهني والتوافق العضلي العصبي، أبرز العوامل التي يعمل مدربو اللياقة البدنية على تطويرها لدى لاعبيهم، ويتبعون في سبيل ذلك عددا من التمارين البدنية الجماعية، كالجري دون كرة لمسافات قصيرة ومتوسطة، والجري مع الكرة داخل الملعب مع أداء التمريرات السريعة والتسديدات، مما يساعد على تحسين عاملي التركيز الذهني والتوافق العضلي العصبي لديهم، كما توجد تمارين خاصةٌ بالقفز، والجلوس في وضعية القرفصاء، وفرد الساقين وثنيهما، وغيرها من الحركات التي من شأنها رفع مرونة العضلات ولدانتها..‏

المزيد..