الوقت الضائع…كارثة إيطالية

عندما أخفق الإنكليز في التأهل لنهائيات كأس العالم 1974 اعتبرت الصحافة الإنكليزية ذلك نهاية العالم، وهذا أمر طبيعي لبلد يتنفس كرة القدم ومقوننها بشكلها الذي نعرفه اليوم.


وعندما خرجت إيطاليا من الدور الأول لمونديال 1966 إثر الخسارة أمام كوريا الديمقراطية عبّر الجمهور الإيطالي عن استيائه باستقبال منتخبه في مطار روما من خلال رميه بالبيض والطماطم، واحتراماً للشريحة الرياضية عقد البرلمان الإيطالي جلسة طارئة حينها لدراسة الآثار السلبية التي خلفتها الخسارة.‏


اليوم الكارثة الإيطالية أعم وأشمل فشتان بين الخروج من مولد المونديال من دون حمص وعدم التأهل للمحفل العالمي وهي حالة تحصل مع الآتزوري للمرة الثانية عبر التاريخ المونديالي والأولى منذ ستين عاماً، في الوقت الذي يتأهل فيه اثنان وثلاثون منتخباً من الجهات الأربع للكون بينهم كل الأبطال السابقين.‏


لا أحد يستطيع تفسير الانهيار الملحوظ للكرة الإيطالية منذ المونديال المنصرم الذي ودّعته من الدور الأول عقب الخسارة أمام كوستاريكا والأورغواي في الوقت الذي استطاع فيه اليوفي العودة للواجهة الأوروبية ببلوغه نهائي الشامبيونزليغ مرتين.‏


عندما نقول المونديال هو الذي خسر إيطاليا فهذه حقيقة دامغة، إذ لطالما كانت البيتزا الطبق الأشهى في المونديال، وعندما نسمع من المشجع الإيطالي المتيم بمنتخبه أنه سيقاطع المونديال فهذا ليس ببعيد عن حقيقة عديد المتطرفين في تشجيعهم وميولهم.‏


عندما تتكلم كرة القدم بمنطقها الخاص تتغير المعايير والمفاهيم، فها هو بوفون الذي كان ينتظر المونديال بفارغ الصبر لينضم إلى الحارس المكسيكي الأسطوري كارباخال وكابتن ألمانيا الغني عن التعريف ماتيوس وهما الوحيدان اللذان حضرا في خمسة مونديالات، وإذا به تتوقف عجلة مبارياته الدولية عند 175 معلناً اعتزاله وهذا الخبر أثلج صدر المصري أحمد حسن عميد لاعبي العالم بـ184 مباراة لتكون مصائب قوم عند قوم فوائد.‏

المزيد..