متابعة- أنور الجرادات:تزخر أحياء مدن ومراكز المدن وقراها وكافة ربوعها بعدد من المواهب الكروية مما يبشر بنجومية كبيرة، وهم من فئات متعددة المواليد إلا أن استفادة كرتنا المحلية من تلك المواهب ما تزال محدودة للغاية، لا سيما وأن نظام اتحاد الكرة يسمح لكل ناد من أنديتنا بعدد محدد من اللاعبين وهو ما أثر على فرص تلك المواهب، وقلل إمكانية استفادة كرتنا المحلية منها، حيث شد عدد كبير منها رحاله إلى الملاعب الشعبية والتي استفادت بشكل لافت من تلك المواهب القادمة من الحواري.
نظرة ثاقبة
يحتاج اللاعبون وخاصة أصحاب المواليد إلى كشافين يمتلكون النظرة الفنية الثاقبة، لاصطياد المواهب الواعدة، واللاعبين المميزين، وللأسف فإن هؤلاء الكشافين نادرون في الأندية ويسعون خلف وكلاء الأعمال والاستفادة المادية بشكل أكبر من دعم الأندية بأسماء مميزة، ما أدى إلى عدم الاستفادة بشكل جيد من الأسماء التي تتواجد في الأندية المحترفة من اللاعبين، وهو ما جعل غالبية النقاد والمحللين يصفون تجربة الاستعانة باللاعبين المواليد بالفاشلة، إذ إن المنتخبات الوطنية لم تستفد كثيرا منهم.
غياب الفائدة!
ولا يحتاج السماح للأندية بالاستعانة باللاعبين المواليد إلى قرار على أمل أن تعزز قدراتهما بلاعبين يمتلكون الموهبة، دون أن يكلفوها كثيراً، إلا أن الوضع في الواقع كان على خلاف الهدف المعلن من اتخاذ القرار، فقد بقي اللاعبون المواليد حبيسي مقاعد البدلاء، خصوصا في ظل وجود لاعبين جاهزين، لذلك سعى بعض الأندية إلى التخلص من اللاعبين الذين تعاقدت معهم، والبعض الآخر اكتفى بوجودهم على دكة البدلاء، لعدم تفوقهم على اللاعب المحترف أولا، ومن ثم عدم قدرتهم على مقارعة اللاعبين الجاهزين.
نجاح
ونجح مكتشفو بعض الأندية وبشكل واضح في خطف اللاعبين المواليد من الحواري وتسجيلهم في أنديتهم ومن ثم منحهم تنسيبات تلك الأندية لتستفيد فرقها من كفاءاتهم..
ولعل اندية الهيئات الأكثر استفادة من هؤلاء اللاعبين إذ يشكل اللاعبون الراحلون من الحواري إضافة قوية للمنتخبات الوطنية وللأندية وهناك أمثلة كثيرة وعديدة.
مواهب أخرى
وهناك الكثير من المواهب التي لم تستقبل من قبل أنديتنا بشكل جيد، إذ كانت تعرض نفسها على العديد من الأندية ولكن قلة الاهتمام من قبل مسؤولي الأندية جعلتهم يقلعون إلى الملاعب الشعبية للاهتمام بموهبتهم…
عدم الاهتمام الكافي
ولم يلمس اللاعبون الاهتمام الكافي من مسؤولي الأندية ولم يتم استقبالهم بالقدر المطلوب، بل واكثر من ذلك لم يسمح لهم بالدخول الى اسوار الاندية ولا لمكاتبها وغرفها وهناك من كان ينصحهم بالانتقال إلى الملاعب الشعبية كحل بديل لتنمية مواهبهم وصقلها رغم أنهم كانوا يمتازون بالموهبة والذكاء والبنية القوية.
أخيراً
ان الحل هو إنشاء أكاديمية لصقلهم، وهذا الخيار يصب في مصلحة منتخبات الفئات العمرية ويمد المنتخبات والأندية بلاعبين صغار يمتازون بالجودة العالية جنبا إلى جنب مع مواهب الاندية المميزة، إلا أن الفرق بين المواهب ومواهب مواليد الأندية هو( تفرغ ) المواليد الذي يساعد على تكثيف البرامج والمعسكرات لهم وتجويد الإنتاج والفائدة محدودة محليا من المواليد والأندية تبحث عن اللاعب الجاهز والكشافون تحكمهم العواطف، والمنتخبات الوطنية استفادت كثيرا من هؤلاء اللاعبين وإنشاء أكاديمية خاصة بالمواليد حل مناسب وبديل جاهز.