متابعة- أنور الجرادات:دوما يكون المدرب الوطني في كرة القدم (مهضوم حقه) في منتخباتنا الوطنية، وهذا الأمر يمكن قراءته من سرعة التعيين أحيانا والاقصاء بصورة أسرع لكون الثقة فيه معدومة، ولذا من النادر أن تكون الأولوية في التعيين له، وإن جاءت فهي إمّا اضطرارا لتكملة المشوار، وذلك في منتخبات الفئات.. ولذا ليس من المستغرب أن يكون الحديث عن المدرب الوطني دائم الدوران في المجالس الرياضية، بينما المدرب أجنبي مهما تدنت كفاءته يحصل على الفرصة تلو الفرصة….
معايير
المعايير في وضعيتنا تعتمد على الأهداف التي يريد الاتحاد أن يختار على أساسها المدرب، هل للتطوير الفني أم ان يكون الفريق على مستوى عال، ويريد أن يحقق معه نتائج وبطولات، فالأمر يتوقف على الظرف الذي نكون فيه، فإذا كان الفريق نتائجه جيدة فأنت تحتاج إلى مدرب يقربك من النتائج السريعة، لأن المدربين أنواع، هناك مدربون يعتمدون التطوير وآخرون الحصول على النتائج السريعة، وما هي الامكانات المالية المتاحة، فيتم الاختيار على الظرف الذي أنت فيه، فمثلا في السابق كانت الحاجة بداية الألفية اختيار مدرب يحقق النتائج لأن الفريق في قمة مستواه لوجود اللاعبين، وتحتاج إلى مدرب صاحب خبرة، أما الآن فالوضعية تختلف بالنسبة للمنتخب.
كفاءة
وحول كفاءة الوطني لاستلام تدريب المنتخبات ومنها الأول نقول: نعم لدينا مدربون جيدون، وليس هناك مشكلة بالنسبة للمدربين الموجودين في الساحة، لكن هل الامكانات المتاحة في شتى الأحوال متاحة، وقد يكون للأجنبي ليس هناك مشكلة لأنه أولا لا يتحدث لغة البلد، وبالتالي ليس كل الأمور سيعرفها، وأحيانا نشعر أنه يحصل على الحماية أكثر من المحلي، ويتم توفير كل الامكانات له بما فيها المالية والمعسكرات والمساعدة، بينما الوطني لا توفر له مثل هذه الامكانات، وكل مدربينا ومن عملوا في المنتخبات يعرفون هذا الشيء، إذا فكفاءة المدرب الوطني موجودة، ولكن الكفاءة ليست الملعب فقط، بل الظروف المحيطة التي تساعده على النجاح ومنها توفير كل الامكانات وتخفيف الضغوط عليه…
سرعة الاستغناء!
وقد يتحمل المدرب جزءا من ذلك، ولكن في الأغلب تكون لأسباب خارجة عن إرادته، فالأجنبي قبل توقيع العقد يحمي نفسه في العقد والأمور المالية، والادارات توفر له أسباب النجاح، بينما لا توفر للوطني شيئا من ذلك، فالنتائج إذا لم تكن جيدة يكون البديل موجودا وبسرعة، وخاصة أن الشرط الجزائي لا يكون كبيرا، والاستغناء قد يكون أساسا لأن الثقة بين الطرفين من البداية قد لا تكون موجودة ولا توفر له امكانات النجاح، والشروط السهلة تجعل عملية الاستغناء سهلة…
ثقة ومعايير
إن المدرب الوطني لا يقل عن المدرب الأجنبي من حيث الخبرة والكفاءة والشهادات المتقدمة، وبعضهم يحمل شهادة تدريب المحترفين، وكثيرون منهم يدربون الفريق الأول في الأندية، وبالتالي ليس هناك مخافة أن يقوموا بتدريب المنتخب الأول أو غيره من منتخباتنا الأخرى.
وماذا عن المعايير المطلوبة…؟
بخصوص المعايير المطلوبة أولا أن يمتلك الشهادة المؤهلة، والآن جميع مدربينا يتعبون على أنفسهم، ولديهم الخبرة وامتلاكه للشخصية القوية والانضباط، لأن الشهادة جزء بينما الأجزاء الأخرى من كيفية التعامل مع الأجهزة الأخرى واللاعبين.
وبالنسبة إلى المدربين الأجانب هناك من جاء وهو يملك الكفاءة العالية وترك بصماته، ولا يجب أن ننكر جهدهم و قدموا عملا جبارا مع المنتخب وتركوا بصماتهم عليه، وكان لهم بصماتهم ولكن في المقابل هناك مدربين لم ينجحوا.
الخلاف
قلت وبما يختلف الوطني عن الأجنبي..؟ الاختلاف ليس في كون المدرب أجنبي أو محلي، الاختلاف على الكفاءة وقوة الشخصية والقدرة على التعامل مع نفسية اللاعب السوري، ومع احترامي لقد جاء بعض المدربين الذين لا يمتلكون لا الخبرة ولا الشهادات وامسكوا المنتخب ولم يعملوا شيئا، فقط لكونهم أجانب ولا تاريخ يشفع لهم في التدريب.
إذاً هل باعتقادكم أن اختيار المدرب الأجنبي يتم على أساس معايير دقيقة..؟
فالكرة السورية ومنتخباتنا الوطنية لها الكثير من التجارب الفاشلة في قيادة المدرب الأجنبي خصوصا مع غياب النظرة الفنية والتخطيط الصحيح والسليم بدليل تعاقب الكثير من المدربين على قيادة المنتخبات في فترة وجيزة لا تتعدى سنوات قليلة، والمعايير غائبة لغياب الخطط القادرة على النهوض باللعبة وتطويرها…
ولا نعتقد ذلك ومعظم المدربين الأجانب الذين تعاقد معهم الاتحاد لم تتوافر المعايير الدقيقة فيهم والدليل والشواهد كثيرة في ذلك وهي ان المدرب الأجنبي يتم الاستغناء عنه سريعا وبعدها يتم التعاقد مع مدرب جديد وهكذا، وانا أرى معظم المدربين الأجانب الذين تعاقد معهم الاتحاد المنتخب لم يكون بحاجة لهم والمنتخب لم يستفيد منهم وانا أرى بأن المدرب الأجنبي الذي درب المنتخب هو المستفيد الأول لأن اسمه سيرتفع وتزيد خبرته التدريبية…
أخيراً…
نطرح سؤالا بريئا هل نملك المدربين الوطنيين القادرين على تدريب المنتخبات ..؟ ونعتقد أن الجواب سيأتينا وهو نعم يوجد لدينا وهم قادرون على أن يديروا دفة أمور المنتخب بدرجة عالية من غير ذكر الاسماء، فالمدرب الوطني يتفوق على المدرب الأجنبي سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات والشواهد والنتائج والإنجازات هي التي تحكم في ذلك، وأفضل الإنجازات والبطولات التي تحققت على مستوى الأندية والمنتخبات كانت تحت قيادة وطنية، ونصيحتي أن جميع الأندية والاتحاد يجب عليهم الاعتماد والوثوق بالمدرب الوطني وإعطاء الفرصة الكاملة له ومساندته والوقوف معه مع توفير جميع الامكانيات والحقوق له.
وأقول:
إذاً ما الأسباب التي يتم بموجبها سرعة الاستغناء عن المدرب الوطني..؟
وقالوا:
الأسباب كثيرة أهمها عدم وضع استراتيجية متفق عليها بين الطرفين المدرب والنادي (المنتخب) أحيانا كثيرة عدم توافر لاعبين ذوي جودة عالية بالفريق، وأحيانا أخرى عدم تعامل المدرب مع الفريق أثناء الحصص التدريبية والمباريات الرسمية بشكل مثالي بالتالي تحصل مشاكل ومعوقات تؤثر على الفريق وبعدها يتم الاستغناء عن المدرب سريعا ومعظم حالات الاستغناء عن المدرب الوطني تكون عبر سوء نتائج الفريق، علما أن الاستغناء عن المدرب في دول كثيرة وهي مشكلة كبيرة تواجه المدرب الوطني واتمنى وضع حل سريع لها، أما على المستوى الاحترافي لا يحدث كثيرا ولا يعتمد على خسارة الفريق ولا يقاس المدرب بعدد المباريات التي يخسر فيها والاستغناء عن المدرب الأجنبي متروك إلا في الحالات القصوى.