في أغلب أنديتنا المحترفة.. تخطيط غائب وموارد مهدورة وفشل في التسويق ؟!

متابعة- أنور الجرادات: عندما يخرج المتابع من حدودنا الرياضية ويطلع على كرة القدم المحترفة والمطبقة في أوروبا ومعظم دول العالم، يجد أننا لا نعرف عن كرة القدم إلا القليل، لنصل إلى مفصل مهم وحيوي يجب التركيز عليه، إذا ما أردنا تقديم حلول للمشكلات التي تئن بها اللعبة عندنا ألا وهي ( الإدارة الهاوية) التي فرض عليها أن تقود مشروع دوري المحترفين…


إدارة هاوية!‏


في كل دول العالم المتطور في مجال كرة القدم، والمطبق للاحتراف كمشروع لا بديل له من أجل تحقيق نهضة كروية معتبرة، ترى في التخصص الجزء الأصيل من العمل اليومي في الأندية والاتحاد والروابط المحترفة، غير أن المشكلة العامة التي تعانيها أنديتنا وفرقنا الكروية، تكمن في غياب الإداري المحترف المتفرغ لدوره في إدارة العمل الكروي، والتخطيط لمستقبل اللعبة في الأندية والمنتخبات.‏


وأثبتت التجارب الاحترافية لانديتنا في السنوات الأخيرة، أن معظم الازمات تأتي من الإداريين الهواة، فقراراتهم يشوبها الارتعاش في كثير من الأحيان، إما للخوف من النقد الإعلامي الذي سيطولهم، أو لأن تلك القرارات (عشوائية ) غير مدروسة ولم يتم وزنها بالشكل المطلوب قبل إصدارها، ولا يكاد يمر موسم دون حدوث أزمة في قانون أو في قرار اتخذ أو في إدارة أي جانب يتعلق بكرة القدم، ولعل أبرز صور التخبط الإداري الشهيرة في مسابقاتنا الكروية، يظهر في عدم وضوح أجندة الموسم، ناهيك عن كثرة بعثرة الأجندة من خلال التأجيل والترحيل.‏


واقع مرير!‏


كانت تلك مقدمة لواقع مرير تعيشه انديتنا وأندية المحترفين الكروية على وجه الخصوص، والتي تئن تحت وقع أزمات مالية متكررة وضائقة خانقة خلال السنوات الأخيرة، نجم عنها ضعف كبير في المنشآت والنتائج على المستويات كافة، في ظل فشلها في الابتكار، وذلك بإيجاد حلول من الناحية الاستثمارية والسعي لتنويع مصادر الدخل، الأمر الذي أثر في قدرتها على تغطية المصروفات الكبيرة التي تثقل كاهلها.‏


وتتمثل تلك المصروفات في رواتب وحوافز اللاعبين والمدربين، إضافة لتكاليف النقل والمبالغ الطائلة التي تنفقها في فترات الانتقالات والتعاقدات، في الوقت الذي تهدر موارد ضخمة في ظل عدم الاستفادة من قواعدها الجماهيرية الكبيرة، عطفا على أنها تهمل جانب الاستثمار والتسويق الرياضي.‏


ويشهد التسويق الرياضي نموا كبيرا، وأصبحت الشركات في جميع أنحاء العالم تخصص نصيبا كبيرا من ميزانياتها للتسويق الرياضي، وبات التسويق في المجال الرياضي، أحد أهم الوسائل والطرق التي تسهم في حل كثير من المعوقات المادية التي تتعرض لها الأندية الرياضية، باعتبار أن المجال الرياضي مجال مهم وحيوي وفرص الاستثمار فيه كبيرة، وبإمكان الأندية إذا استغلت ما يتوفر لها من موارد أن تضخ في خزائنها مبالغ طائلة، تغطي النقص المادي الكبير الذي تواجهه، في ظل وضع اقتصادي مترد يعيشه الوطن على كافة المستويات والصعد.‏


إهمال‏


وما تزال أنديتنا تتعامل مع الجوانب المالية بإهمال كبير وبصورة تقليدية بعيدا عن الاحترافية، ذلك أن الاعتماد ماليا يكون كليا على رؤساء الأندية عبر أصحاب رؤوس الأموال والأفراد ومن أقطاب وأعضاء شرف، وتعتمد كذلك على مداخيل المباريات وتبرعات الأعضاء ودعم الاتحاد الذي لا يلبي الطموح.‏


وتغفل الأندية وخاصة الكبيرة منها استغلال قواعدها الجماهيرية، وذلك بتحويل جماهيرها من مجرد مشجعين إلى عضوية فاعلة تساهم في رفد خزائنها بصورة مستمرة، من خلال دفع رسوم اشتراك شهرية تخلص الأندية من حالة العوز التي تعانيها، إلا أن العائق حيال ذلك الأمر يتمثل بعدم توفير محفزات تدفع بالجماهير لاكتساب العضوية، لما تعانيه الأندية من حالة متردية مع عدم توفر بنية تحتية تحث الجماهير على الاشتراك في النادي ودفع رسوم الاشتراك، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتقديم الدعم في هذا الجانب، بحيث يكون الدعم موجها لتأهيل البنية التحتية وتهيئتها لتصبح مصدر دخل، بدلا من أن يكون الدعم موجها لتسيير النشاط فحسب، كذلك تهمل أنديتنا جانب الرعاية على الرغم من أنها قادرة على أن تتواصل مع الشركات المحلية، ما يترتب عليه تحقيق مكاسب متبادلة يحصدها الطرفان بالعوائد المالية للأندية والترويج الدعائي بالنسبة للشركات، إذ تعد عوائد الرعاية من أهم الحلول التي تسهم بشكل كبير في انتعاش خزائن الأندية وإنقاذها من شبح الأزمات الاقتصادية والإفلاس.‏


عجز‏


ويطاول الإهمال كذلك العلامات التجارية للأندية والتي تعجز عن استثمارها، كتوفير متاجر خاصة تسوق من خلالها منتجاتها بالتعاون مع الشركات المتخصصة في إنتاج المعدات الرياضية، إلا أنها تتغاضى عن هذا الأمر بالرغم من قلة التكلفة والعائد الكبير الذي من الممكن أن تجنيه من بيع المنتجات، التي تحمل شعارات الأندية من قمصان وقد تنبهت بعض الاندية لهذا الجانب‏


وتستطيع الأندية أيضا الاستفادة من إنشاء الأكاديميات الرياضية والتي تعطي الأمل لها في إيرادات دخل جديدة ومهمة، وفي نفس الوقت فإنها تعتبر فرصة لإعداد واكتشاف المواهب الصغيرة الذين تأمل عائلاتهم في أن يكون لهم المستقبل المشرق في عالم الرياضة، والإسهام بتطوير اللعبة في المستقبل.‏

المزيد..