لا أحد يشك بأن عام الكورونا 2020 شهد متغيرات مهمة في عالم لعبة كرة القدم، فعلاوة على عودة ليفربول لزعامة الكرة الإنكليزية بعد ثلاثين عاماً عجافاً ووصول باريس سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا، حصل شيء مهم على الصعيد الفردي وهو الترسانة الهجومية المتمثلة بالبولندي ليفاندوفسكي الذي تزعم قائمة هدافي الملاعب الأوروبية خلال العام الميلادي 2020 بواقع 40 هدفاً مرشحة للزيادة، على حين تراجع ليونيل ميسي بفارق 17 هدفاً عنه كما تراجع كريستيانو رغم تألقه اللافت بوصوله للهدف الثالث والثلاثين.
تألق ليفاندوفسكي الفردي باعتلائه قائمة هدافي الدوري والكأس محلياً ودوري الأبطال قارياً توازى مع التألق الجماعي بحصد الألقاب المتاحة مع زعيم ألمانيا بايرن ميوينخ الذي استعاد الزعامة الأوروبية وكان ممكناً بلوغ سداسية تاريخية لولا إلغاء بطولة مونديال الأندية لعام 2020 فبطولات الدوري والكأس والسوبر محلياً كانت مطواعة لتألق لاعبيه مع المدرب فليك الذي اقتحم عالم الشهرة بين ليلة وضحاها، وتحول من رجل طوارئ إلى رجل مرحلة، وكي تكتمل المثالية اكتمل الحصاد بلقب السوبر الأوروبي.
كرة القدم لعبة لا غنى عن الحظ فيها ولكن الحظ تخلى عن ليفاندوفسكي الذي كان أقرب من حبل الوريد لإنهاء هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية لولا إلغاء الجائزة رسمياً عام 2020 رغم أن الدوريات الكبرى والبطولتين الأوروبيتين كلها اكتملت حتى خط النهاية وهذه البطولات هي المعيار للفوز بالجائزة الأهم على الصعيد الفردي عادة.
كرة القدم الأوروبية عرفت فجراً جديداً بإنهاء هيمنة ميسي ورونالدو رقمياً، ولكن هذه النهاية لم تترجم على أرض الواقع لأسباب خارجة عن إرادة ليفاندوفسكي الذي امتزج موسمه بالسعادة والبؤس.