متابعة – هراير جوانيان:
بهدوء القادة، وبخبرة السنين، وبتوقيع لا يُخطئ شباك الخصوم، كتب سالم الدوسري، نجم الهلال والمنتخب السعودي، فصلاً جديداً في تاريخه الشخصي، وفي سجل الكرة العربية والآسيوية، بعدما حطّم رقم المصري حسين الشحات، وأصبح الهداف العربي التاريخي في بطولة كأس العالم للأندية.
جاء ذلك في اللقاء المصيري أمام باتشوكا المكسيكي، إذ كان الهلال بحاجة إلى تأكيد جدارته ببلوغ ثُمن نهائي المونديال، وهو ما تحقق بفوز ثمين (2-0) لكن ما سرق الأضواء لم يكن فقط الانتصار، بل الهدف الأول، الذي جاء بتوقيع سالم الدوسري عند الدقيقة الـ(22) حين سدّد كرة عالية، تجاوزت الحارس وسكنت الشباك ببراعة تحاكي أسلوب الكبار.
ذلك الهدف لم يكن كغيره، بل كان بمثابة التوقيع الذهبي الذي دوّن اسم الدوسري في سجل الأساطير، بعدما رفع رصيده إلى خمسة أهداف في البطولة، مُتجاوزاً رقم المصري حسين الشحات (4 أهداف) ليصبح أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً في تاريخ كأس العالم للأندية.
لم يكن هذا الرقم الوحيد في جعبة الدوسري تلك الليلة، فقد انضمّ اللاعب إلى قائمة أسطورية تضمّ ليونيل ميسي وكريم بنزيمة، بعد أن أصبح ثالث لاعب في التاريخ يسجّل في أربع نسخ مختلفة من البطولة (2019، 2021، 2023، 2025)، وهو إنجاز يضعه على قدم المساواة مع أعظم نجوم اللعبة!
ما يُميز مسيرة الدوسري هو تنوع حضوره وتأثيره، إذ لا يقتصر تألقه على الأندية فقط، فقد سبق له أن أذهل العالم بأدائه في كأس العالم (2022) حيث سجّل هدفين، أحدهما في شباك الأرجنتين بطريقةٍ خيالية، إلى جانب هدفه في مونديال (2018) ليكون بذلك اللاعب العربي الوحيد الذي سجّل في كأس العالم للمنتخبات (3 أهداف) وكأس العالم للأندية (5 أهداف) وهو رقم غير مسبوقٍ في التاريخ الكرويّ العربي.