مع صدور هذا العدد من المفترض أن تكون قد جاءت الفكرة، بعد تلك الفرحة التي عمت الوطن ببلوغ منتخبنا الوطني لكرة القدم الملحق الذي يبقينا في دائرة الحلم السعيد لبلوغ مونديال روسيا.
منتخبنا الذي جمع كل السوريين بمختلف مشاربهم، يستحق كل هذه الفرحة، ولكن المسافة الفاصلة عن اللقاء القادم بدأت تتقلص ولابد من عمل جدي وجديد، لأن اليوم غير الأمس.
علينا مراجعة الحسابات بدقة متناهية، ومعرفة أين أخطانا وأين أصبنا، وإبعاد المجاملات عن أي حوار رياضي هادف يمكن أن يخدم المنتخب.
بسام جميدة
ماحدث في مباراتنا مع ايران تابعه الجميع، وربما فرحة انتزاع التعادل من الإيرانيين ووسط جماهيرهم جعل الكثيرين يتغاضون عن مشاكل تقنية في الفريق تحتاج للمعالجة، إن أردنا متابعة الطريق وبذات الروح العالية.
لن نفسد الفرحة على أحد، ولكن لابد من الواقعية والمصارحة ووضع النقاط على الحروف، فوسطنا لم يكن على مايرام ولم يساهم بتمويل المهاجمين بالكثافة المطلوبة، خصوصا أننا نملك مهاجمين بمستوى عال، ويسجلون من أنصاف الفرص، وإخراج الخطيب بوقت حرج، ساهم بتأخرنا بهدف ثانٍ، بل وتراجعنا طوال نصف ساعة، ولولا تمريرة البديل مارديك للسوما، الذي أنقذ ماء الوجه، لكنا في خبر كان.
هفوات دفاعية مزمنة وقاتلة، وهدفان من ضربات ثابتة، رغم تحذيرات الجهاز الفني “كما عرفت” إلا أنهم سجلوا منها وبمهارة.
قد لايكون منتخب استراليا أقوى من الإيراني، ولكنه ليس بالخصم السهل مطلقا، وعلينا معرفة كيف نستطيع الحد من امتداده، وسرعته، وأن نضبط إيقاع الفريق ككل، لكي نسجل ونعزز ونخرج فائزين، وهذا ليس صعباً على لاعبين يمتلكون روحاً قتالية وحماسة كبيرة.
أي تبرير بالتراجع الدفاعي لن يكون مبررا في قواعد كرة القدم، كما حدث مع إيران، وكان الضغط علينا كبيرا، وهذا الفصل يجب ألا يتكرر.
نحتاج لمايسترو في الملعب يجيد ضبط الإيقاع والوسط مع الدفاع والهجوم لتكون الفاعلية عامة.
اليوم منتخبنا، سفيرنا، لابد أن نحشد له كل إمكانيات ممكنة، وهؤلاء اللاعبون لن يكونوا أقل أهمية من أي جندي يدافع عن الوطن فهم يتقدمون من خندق آخر وبطريقة أخرى.
بسام جميدة