متابعة – أنور الجرادات:انتهت فترة الذهاب في موسم كرة القدم الحالي بالأمس القريب وبدأت فترة مهمة جداً للاعبين والمدربين على حد سواء وقد تساعد إدارات الأندية بالتقاط أنفاسها.
وهذه الفترة تحمل في طياتها أكثر من هدف منها فرصة حقيقية للمدربين لمراجعة ملفاتهم وترجمة ما تم تدوينه من ملاحظات خلال المباريات بهدوء خارج ضغط المباريات والتدريبات والمتطلبات.
محاور
وأعتقد أن هناك ثلاثة محاور مهمة في هذه الفترة أبرزها الملف الفني وهذا يعتمد بشكل أساس على الجهاز الفني فيها يحاول قراءة مستويات لاعبيه سواء البدنية أم المهارية والخططية ومحاولة معالجة الأخطاء والإعداد للفترة القادمة من خلال سجلات وملاحظات تم تدوينها خلال المباريات وما هو المطلوب في المرحلة المقبلة.
أما المحور الثاني قد يكون بحاجة إلى الجميع، إداريين وفنيين، وهو العمل في الفترة المقبلة في ضوء ترتيب الفريق على سلم الدوري والنقاط التي تم حصدها في الفترة الأولى، فالفرق التي تحتل المقدمة بحاجة إلى المحافظة عليها دون أن ينال منهم الغرور أو التساهل في القادم مهما كانت الفوارق وهي بالمناسبة ليست كبيرة، فمباراة واحدة تعكس الترتيب على سلم الدوري وهي مهمة صعبة لأن المطلوب الفوز دائماً وهذا يضع الفريق والجهاز الفني والإداري تحت ضغوطات عالية يجب الاستعداد لها بشكل جيد، أما الفرق التي تخشى الهبوط فهي ليست أحسن حالاً بل هي أيضاً قد تصل إلى مرحلة اليأس عندما تقارن نفسها بالمقدمة رغم أن هناك نقاطاً كبيرة في الفترة المقبلة عليهم أن يفكروا ويخططوا كم من النقاط يمكن حصدها بواقعية دون الالتفاف إلى نتائج الآخرين والبناء عليها لا كما يحلو للبعض الدخول في حسبة طويلة ومعقدة اعتماداً على نتائج الآخرين، وأما الفرق التي في الوسط فصراعها أقل حدة، إذْ إن التخطيط الواعي يتطلب الهدوء بنظرة إلى الأمام للابتعاد عن شبح الهبوط والاقتراب من فرق المقدمة سعياً لمكاسب معنوية ومادية وتأكيد الطموح المشروع في الدوريات المقبلة، في ضوء ذلك تتباين الأهداف في هذا المحور في ضوء ما يدور في ذهن أصحابها.
واقعية
أما المحور الثالث فهو عملية الاستقطاب والتخلي عن اللاعبين سواء من المسجلين على اللائحة الاسمية الحالية أم التبادل فيما بين الأندية طوعياً أو لعدم الانسجام أو التفاهم؛ ما يجعل الأجهزة الفنية في حيرة من أمرها ولكن عليها دراسة الأمر بواقعية دون الدخول في المنافسة على اللاعبين دون الحاجة إليهم.
أما فيما يتعلق بالأمور التدريبية فهذه بحاجة إلى مراجعة متأنية وذلك لطول الفترة نسبياً، ففي بعض الدوريات الإقليمية والعالمية لا تتعدى بأحسن الأحوال ثلاثة أسابيع من السهل السيطرة عليها، أما بوسائل الاستشفاء إذا كانت المشكلة في قوة وضغط فترة الذهاب أو تأكيد الإعداد الشامل بمختلف أشكاله إذا ظهر للمدرب قصور في ذلك أو خلافه، إما إذا طالت الفترة عن ذلك فهي بحاجة إلى ترتيب آخر يتضمن المحافظة على الفورمة الرياضية بشكل يضمن الاستفادة منها حتى نهاية مرحلة الإياب.
وهنا أتمنى على الأصدقاء والزملاء في الدوائر المعنية في اتحاد كرة القدم عقد ندوة على هامش الدورات التدريبية وخاصة أن معظم المشاركين هم من المدربين العاملين في أندية المحترفين والدرجة الأولى للحوار مع المدربين حول كيفية التعامل مع الفترة الانتقالية وتبادل الخبرات ولا بأس من استضافة مَن ترونه مناسباً للحديث عن الموضوع لتبادل الآراء لعل في ذلك ما يفيد الجميع.