وســــط غيــــاب دور الأنديــــة فــــي تحضيــــر اللاعبــــين..هل تكفي معسكرات محدودة المدة لرفع جاهزية المنتخبات الوطنية وما المطلوب ؟
متابعة- محمود المرحرح:كثيراً ما تشكو اتحادات الألعاب ولاعبي المنتخبات الوطنية من ضعف التحضير وتعتبره سبباً مباشراً في تردي النتائج المحققة خارجياً ، كون المعسكرات القصيرة المدة لا تمكن الأجهزة الفنية للمنتخبات من تنفيذ خطة الإعداد بشكل كامل، وبالتالي فإن المستوى الفني لا يتحسن كثيراً إنما بنسب قليلة، والسؤال المطروح: هل تكون هذه المعسكرات ملبية للطموح في حال كانت بفترات قصيرة وخلوها من المعسكرات الخارجية في دول متقدمة ومتطورة بألعابها لتكون الجاهزية الفنية على أكمل وجه أم إن المعسكرات المحلية لا تفيد كثيراً في حال لم يحظ بمشاركات ومعسكرات خارجية وبإشراف خبرات مطورة ؟ وكيف يمكن تحقيق الجدوى من المعسكرات لإيصال لاعب المنتخب إلى مستويات مؤهلة للمنافسة.
“الموقف الرياضي” أجرت استطلاعاً مع عدد من الكوادر الرياضية حول هذا الموضوع، حيث تقاطعت آراؤهم وتوافقت شكلاً ومضموناً على أن تكون المعسكرات طويلة المدة نوعاً ما مع مرافقتها بمعسكرات خارجية في دول قوية لتحقيق الفائدة الفنية المرجوة والوصول باللاعبين الى مستوى المنافسة.
غير ملبية للطموح
صبحي حليمة عضو اتحاد الملاكمة ” خبرة رياضية ” قال وباختصار : من المؤكد وكوجهة نظر فنية بأن المعسكرات التدريبية التحضيرية قبل المشاركة في البطولات لا تلبي الطموح في حال كانت محدودة المدة ، ولو أردنا تحضيراً واستعداداً جيداً فيجب أن ترافق المعسكرات المحلية إقامة معسكرات خارجية منعاً لحدوث حالات الملل والروتين.
غياب دور الأندية في التحضير يرهق الاتحادات
رئيس لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد الكاراتيه المدرب والحكم معتز أبو عليقة أكد أهمية هذا العنوان للمعسكرات القصيرة أو الطويلة، وبرأيي كل المنتخبات وليس الكاراتيه فقط الفترة الماضية كانت بعيدة عن المشاركة الخارجية والمعسكرات والمشاركة في الدورات والبطولات الرسمية، فهذا الشيء أثر كثيراً على منتخباتنا وتحضيرنا وبتنا بعيدين عن المنتخبات حتى العربية، لذلك نحن بحاجة لإعادة تأهيل المنتخبات بشكل صحيح حتى نستطيع مجاراة منتخبات الدول المحيطة بنا على المستوى العربي على الأقل حالياً وليس الدولي، ما يعني حاجتنا لمعسكرات تكون طويلة نوعاً ما ومعسكرات خارجية ودورات خارجية لنستطيع الرجوع لمحيطنا العربي والآسيوي على الأقل، ونقطة ثانية التي تؤكد ضرورة أن تكون المعسكرات طويلة المدة هو غياب التحضير في الأندية، تماماً كل الأندية، ويأتي اللاعب إلى الاتحاد للالتحاق بمعسكر المنتخب صفر الإعداد ولو أن الأندية تقوم بدورها في التحضير ولو أن هناك أندية حقيقية في كل المحافظات تقوم بدورها بتأهيل اللاعب وترسله جاهزاً للمنتخب الوطني بدنياً وفنياً وقتها يمكننا الاعتماد على معسكرات قصيرة، لكن في غياب هذا الدور بالنسبة للأندية باتت الاتحادات مضطرة لإقامة معسكرات طويلة الأمد كي تقوم بتحضير اللاعبين بشكل أفضل وتؤهلهم بدنياً وفنياً ومن ناحية الاحتكاك وهذا لا يحصل في يوم ولا في شهر ولا بشهرين.
توفير الاحتكاك محلياً وخارجياً
ويرى أبو عليقة أنه في هذه الفترة وفي ظل الظروف المحيطة يؤيد إقامة معسكرات طويلة نوعاً ما، ويجب أن يكون التحضير مدروساً وفق برامج علمية صحيحة تؤدي بالنهاية بإيصال اللاعب للمستوى الذي يمكنه من تحقيق نتيجة طيبة في البطولات مع ضرورة أن ترافق المعسكرات المحلية معسكرات خارجية وتوفير المشاركة في دورات ولقاءات ودية لكسب الاحتكاك وزيادة الخبرة لمعرفة مستوانا الحقيقي وأين نقف حالياً.
خبرات عالية المستوى للتطوير
أمين عام لجنة الفنون القتالية العليا ضياء مارديني رئيس لجنة المواي تاي قال: يجب أن يكون تحضير الألعاب ضمن معسكرات تدريبية مغلقة ومعسكرات خارجية لكسب الاحتكاك مع منتخبات متطورة في ألعابها وفي لجنتنا لجنة الفنون القتالية هناك ألعاب داخلة في الألعاب الآسيوية وتحصل فيها منافسات قوية وبالتالي من أجل تحضيرها جيداً فهي تحتاج إلى معسكرات طويلة تشرف عليها خبرة تدريبية كبيرة رغم وجود خبرات جيدة لدينا لكنها ليست بالمستوى الذي يوصلنا للعالمية.
بعد هذه الآراء من المدربين والخبرات نصل إلى نتيجة أن قصر فترة الإعداد يحد من جاهزية المنتخبات والفرق المعسكرة ولن يكون كافياً لتنفيذ خطة تدريبية وضعتها الأجهزة الفنية، لتبقى المعسكرات الخارجية والمشاركة في الدورات الملاذ المهم لجني الفائدة الفنية المطلوبة التي لا يمكن تعويضها بمعسكر محلي ويكون خيار المعسكر الخارجي أفضل الخيارات في تجهيز الفرق فنياً وبدنياً وفيها يجد اللاعبون فسحة من أجل الابتعاد عن الروتين اليومي والاستفادة من خبرات أجنبية ومدارس عريقة وتشكيل هوية واضحة للفرق من خلال تلك المعسكرات وخاصة الطويلة الأمد.