متابعة – انور الجرادات : قد لا يكون من المبالغة، اعتبار جمهور كرة القدم، في طليعة جماهير الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، بل جماهير أي فن من الفنون على تعددها ..؟!
ولا يزيدها ترادف الأيام إلا كثرة، فالمباريات المحلية، والدولية، تستقطب عن طريق الإعلام الرياضي، فئات اجتماعية متباينة، فتصطف جنبا إلى جنب مع السابقين إلى التشجيع الفعلي، والافتراضي.. غير أن اللافت للنظر حقا، هو أن هذه الكثرة الجلية التي يشهدها جمهور كرة القدم، لا تواكبها متعة ملموسة يمكن اعتبارها المحرك الفعلي لهذا العشق الهستيري لأندية بعينها، والإعجاب اللامحدود بلاعبين بلغ تعلق الجماهير بهم إلى مصاف الأبطال الخارقين…!! ففي المدرجات، يبلغ الغليان مداه، فتلوح الأيدي في الهواء، وتنزع الملابس في الأجواء الباردة، وتؤدى رقصات تزينها البهجة والفرحة للحظات، لكن يكفي أن تتسلل الكرة إلى المرمى، فيطبق الصمت موفرا الفرصة للمعسكر في الجهة الأخرى، للتخلص من وطأة كابوس مخيف جثم عليه مع تسجيل هدف قاتل، كما يحلو للبعض أن ينعته، فتصمت مع تسجيله حناجر، وصدحت أخرى، أما داخل البيت، أو في المقهى، فالوضع أصعب، إذ أمام الشاشات تجحظ العيون، وتخفق القلوب، وتدخل الألسن في شبه هلوسة، ولا تسلم بعض الأواني من التطويح بها، ولو بلمسة متشنجة، ولا تسل عن الأجواء التي تسبق، وتعقب المباريات، فالاستنفار المحلي الذي تشهده المدن المستقبلة، قبل وبعد بعض المباريات، خير معترف بغياب المتعة التي تفتقدها جماهير كرة القدم، إلى درجة أن العديد من المقابلات، أمست تلعب في غياب المتفرجين، وما عبور بعض الاندية تلعب بدون جمهور عنا ببعيد ..!!
فمتى إذن يحظى جمهور كرة القدم العريض بالمتعة وراحة البال، التي يتمتع بها مثلا جمهور المسرح والسينما، سواء أثناء العرض أو ما بعده …؟!