متابعة – أنور الجرادات: متى نرى الاتحادين الدولي لكرة القدم الفيفا والآسيوي يقتنعان أن اتحاد الكرة عندنا يستحق أن يكون ضمن قائمة أفضل الاتحادات الكروية على مستوى العالم والقارة الآسيوية تطورت إدارياً وتناغمت مع التحديثات المستمرة على مستوى دوائرهما وأقسامهما وهيكلتهما، بظل من المؤشرات الواضحة والصريحة التي يفترض أن تكون حاضرة لتقييم العمل المؤسسي داخل اتحاد الكرة، ذلك وبعد التأكيد أن الإشارة الدولية بوضعك ضمن قائمة ( ١٠ ) اتحادات أكثر تطوراً، تعني أن هنالك المزيد من مؤشرات الأداء اعتمد عليها الاتحاد الدولي، وسارع من خلالها الى تقييم العمل، ومتابعة كافة التطورات التي رافقت المرحلة الماضية، خاصة أن أي منظمة كروية لا يمكن أن تحقق المزيد من نجاحاتها، ما لم تكن مبنية على أسس قوية متينة من المنهجية المؤسساتية، فهي البنية التحتية إن صح التعبير التي يمكن الانتقال بعدها إلى اتجاهات أخرى من التطوير والنجاح.
لقد قطعت كبرى المؤسسات الكروية مجموعة من الأشواط الناجحة، ليس لأنها تمتلك من الكفاءات ما يكفي لإنجاح وتميز مهامها وفقط، بل لأنها سارعت منذ مراحل التأسيس إلى العمل على إيجاد أرضية صلبة جداً وقاعدة تجهيزات وبيانات لها أن تشارك في الوصول إلى السلاسة والتسهيل من أي إجراء، أو انتقال إداري من المرحلة إلى الأخرى، وفي هذا الجانب من الضروري الوقوف والإشادة بالتركيز الذي من المفترض أن يبدأه رئيس الاتحاد العميد حاتم الغايب على أمل صناعة قاعدة مؤسساتية كبيرة لها أن تلبي طموحات المرحلة الحالية والقادمة، وتكون داعمة لصناعة أي قرار مفصلي، رغم أن تلك المرحلة تطلبت جهداً وعملاً كبيرين، كان من الممكن لأي صانع قرار آخر ألا يكترث بجدواه، ويسارع إلى التركيز على جوانب سطحية لقطف ثمار مستعجلة والحصول على نتائج ومخرجات آنية!
إن اتجاه البعض من المسؤولين إلى الاستعجال في حصد النتائج والمخرجات، دون الاكتراث أو الإيمان بقيمة ومزايا البنية التحتية والقاعدة الإدارية المتينة للمؤسسة، لا يمكن أن يحقق لتلك المؤسسات أي نتائج مستقبلية، أو حتى الاستدامة في إظهار الوجه الإيجابي المناسب، ومن السهل جداً أن تعود تلك المؤسسات إلى خطوات كثيرة للوراء، وتتفاجأ بعد سنوات طويلة من العمل غير المنظم، أنها لم تبدأ من الأساس، وكل ما قامت به ليس أكثر من اجتهادات وعشوائية لحصاد نتائج مؤقتة، وتجسيد نوع من الخداع، لنفسها قبل أن يكون للآخرين.
إن التأسيس الذي درج عليه اتحاد الكرة للعديد من الدوائر والأقسام، حتى وإن طال العمل به، إلا أنه يظل من الركائز والأركان الأساسية التي لها أن تساعد أي صانع قرار آخر يدير المؤسسة الكروية في المستقبل، وبالتالي الإيمان أن العمل المؤسسي الذي يحظى به اتحاد الكرة في عهد الغايب، ليس أكثر من بناء تستفيد منه الأجيال القادمة، وهي حالة من نكران الذات، قلما نتابعها من صناع قرار آخرين لا يفكرون سوى بنتائج وإنجازات تخدمهم في مرحلة يقفون فيها قسراً على رأس تلك المؤسسات!