في مثل هذا اليوم وداع حزين لزين الدين زيدان

لم يكن يوم التاسع من تموز عام 2006 يوماً عادياً في حياة الديك الفرنسي الفصيح زين الدين زيدان، لأنه وضع حداً لمعشوقته مع كرة القدم بحادثة سوداء تمثلت بطرده في نهائي كأس العالم أمام إيطاليا على خلفية النطحة الشهيرة لماتيرازي التي جعلته يخرج من الباب الخلفي، لأن منتخبه خسر بالنهاية بركلات الترجيح، والكثير من النقاد جزموا لو أن زيدان أكمل المباراة لكانت فرصة فوز منتخب بلاده أكبر.


تألق كبير‏‏


عانى منتخب فرنسا خلال رحلة تصفيات المونديال 2006 فاستعان المدرب ديمونيك بالمعتزل حينها زين الدين زيدان في الأمتار الأخيرة فحصد الديوك عشر نقاط من المباريات الأربع الأخيرة فأمنوا الحضور المونديالي.‏‏


‏‏


وهناك لم يكن زيزو بمستواه المعهود خلال دور المجموعات فكانت خطوات فرنسا متثاقلة ولم يتمكنوا من الصعود للدور الثاني إلا في المباراة الأخيرة أمام توغو، ولكن الصورة تغيّرت مئة وثمانين درجة في الأدوار الإقصائية فكان كلمة السر في إقصاء إسبانيا 3/1 وعاد كما ابن العشرين أمام البرازيل وصنع هدف الفوز ثم تعهد تسديد ركلة الجزاء أمام البرتغال بنصف النهائي، وفي النهائي سجل هدف منتخبه من ركلة جزاء عبقرية مطلع المباراة، ثم ردت إيطاليا بهدف التعادل من ركنية في الشوط الأول، وفي بقية دقائق المباراة مالت الكفة للفرنسيين وتألق بوفون في رد رأسية إعجازية لزيدان نفسه حارماً إياه من النهاية التي يحلم بها أي لاعب في الكون، وكان ممكناً فوزه بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لولا البطاقة الحمراء، وبالنهاية اختير أفضل لاعب في المونديال نظير ما قدمه ومن يومها الفرنسيون يتحسرون على اعتزاله، لأن فرنسا بغيابه افتقدت القائد الملهم وهذا بدا جلياً في البطولات التي شارك فيها الديوك لاحقاً يورو 2008 و2012 و2016 ومونديالي 2010 و2014.‏‏


للإنصاف‏‏


مهما يكن من حال لا يتجرأ أحد على الطعن بمسيرة زيدان الكروية وإلى اليوم تفتقده الكرة الفرنسية لأنه كان وراء اللقب المونديالي والأوروبي 1998 و2000 ولأنه من أصحاب المقام الرفيع مع الكرة فقد عاد ليثبت نفسه وينتقم من الطليان وعلى رأسهم بوفون في نهائي الشامبيونزليغ 2017 مدرباً للملكي المدريدي.‏‏

المزيد..