الموقف الرياضي :أسدلت الستارة الأسبوع الماضي على النسخة العاشرة لكأس القارات وجاءت النهاية كما يشتهي الأوروبيون الذين حققوا اللقب الرابع بفضل المنتخب الألماني الشاب وعبقرية المدرب يواخيم لوف.
كل المقدمات كانت توحي بلقب برتغالي أو تشيلياني بيد أن الكلمة الفصل كانت ألمانية بالفوز على تشيلي بهدف مقابل لا شيء إثر هفوة ساذجة من دفاع اللاروخا عاقبه عليها المانشافت، وذهب المركز الثالث للبرتغال التي هزمت المكسيك بهدفين لهدف بعد التمديد وكانت النتيجة 1/1.
كثيرة هي الدروس المستفادة من البطولة التي باتت من الماضي وهاكم أبرزها:
خيبة تشيلي والبرتغال
لو سارت الأمور منطقية لتقابلا على اللقب، وأولى الهزات تعادل تشيلي مع أستراليا فانحدرت للمركز الثاني الذي فرض عليها مواجهة البرتغال التي أنجزت المطلوب في دور المجموعات.
كريستيانو حاول واجتهد ولكن بالنهاية خرج من الباب الخلفي حيث لم يصنع الفارق عندما كان منتخبه بحاجته فانضمت هذه البطولة لسلسلة انتكاساته في البطولات الكبرى باستثناء يورو 2016 التي لم يكن دوره محورياً في تتويج برازيليي أوروبا فيها.
وعانى منتخب تشيلي في فك شيفرة دفاعات الأوروبيين فتأهل بالترجيح بعد تعادل سلبي أمام البرتغال ووقف عاجزاً أمام صغار الألمان الذين التقاهم مرتين، وتسجيل هدف يتيم خلال 290 دقيقة في المباريات الثلاث المذكورة يرسم علامات استفهام كثيرة حول بطل القارة اللاتينية المدجج بالنجوم، وانتظار ركلات الترجيح والرهان عليها كما حدث في نسختين لكوبا أميركا وكأس العالم الأخيرة ليس رهاناً صائباً على الدوام.
استضافة خجولة
ربما يكون منتخب روسيا أكثر المستفيدين من كأس القارات، فالمنتخب بدا ضعيف الحيلة وبحاجة للكثير من العمل، فالفوز على نيوزيلندا بهدفين أحدهما هدية كان مرتقباً، وعند الجد اكتفى بهدف خلال 180 دقيقة أمام البرتغال والمكسيك بخسارته صفر/1 و1/2 فماذا هو فاعل أمام البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا مثلاً في النسخة الحادية والعشرين للمونديال؟
البنية التحتية لاستضافة المونديال المقبل على ما يرام، ولكن البنية الفنية بحاجة للكثير من العمل المتفاني، ومدة عام كافية في عرف اللعبة ونعتقد أن عدم الثبات على الخيار الفني أصاب الروس في الصميم، أما الحضور الجماهيري فنجزم أنه سيتحسن مع مشاركة المنتخبات العملاقة صاحبة الحضور الجماهيري الجنوني.
جسر عبور
التصريحات التي سبقت البطولة من مدرب نيوزيلندا الإنكليزي هودسون كانت للاستهلاك فمنتخبه استمر بدور جسر العبور بتعرضه لثلاث هزائم ليصل مجموع هزائم نيوزيلندا 11 خلال 12 مباراة بتاريخ البطولة كرقم قياسي سلبي، ومن حسن حظه أن منتخب أستراليا انضم للقارة الصفراء فبات حلمه المونديالي مشروعاً كل أربع سنوات.
وقوف على الأطلال
لا خلاف أن للكاميرون وأستراليا بصمةً سابقةً على جدار البطولة، فالسمر لعبوا النهائي السادس عام 2003 وخسروا بهدف فرنسي وعندما جددوا العهد خلال هذه النسخة خرجوا غير مأسوف عليهم كما حدث في حضورهم الأول عام 2001.
وأستراليا لعبت نهائي النسخة الثالثة عام 1997 وخسرت بسداسية برازيلية، ومن يومها تراجعت للمركز الثالث عام 2000 ثم خرجت من دور المجموعات عام 2005 وتكرر ذلك 2017 وكأن المنتخبين يقفان على الأطلال ولا قدرة لهما على استرجاع أيام الزمن الجميل.
بحكم العادة
لا يمكن تصنيف المركز الرابع للمكسيك في خانة الأمر السلبي لأنه خرج من دور المجموعات غير مرة، كما لا يمكن تصنيفه ضمن الإيجابيات وخاصة أنه ساد البطولة 1999 ولكن السيادة كانت بفضل عاملي الأرض والجمهور، والخسارة المذلة أمام يافعي ألمانيا 1/4 غير مبررة وعدم الحفاظ على التقدم أمام البرتغال التي عاينتها في دور المجموعات خيبة أخرى، وهذا يذكرنا باستسلام المكسيك عندما تتأهل للدور الثاني في المونديال بحكم العادة.
فائز وحيد
منتخب ألمانيا هو الفائز الوحيد بالكونفيدرالية العالمية والكل خاسرون، والمدرب لوف علا شأنه والمدربون الآخرون جرّوا أذيال الخيبة، وحالياً كل منتخبات الكون تهاب ألمانيا عندما تكون بالصف الأول نظراً لكثرة الأسماء اللامعة وتنوع الأسلوب وامتلاك الخبرة والأهم حنكة ودهاء المدرب الذي عرف كيف يروض الخصوم كبيرهم وصغيرهم، والحفاظ على النزعة الهجومية من خلال الوصول لمرمى الخصم في المباريات الخمس دليل عافية حتى وإن اعتزل عميد هدافي المونديال ميروسلاف كلوزه.