متابعة – أنور الجرادات: تمتد فترة توقف دوري المحترفين لأسبوعين وربما أكثر قليلاً بسبب استعدادات المنتخب الوطني وخوضه وديتي الأردن وأوزبكستان تحضيراً للنهائيات الآسيوية، وبعد مرور جولتين من عمر المنافسة بين فرق أندية دوري المحترفين نطرح تساؤلاً مهماً معها :
هل جاءت فترة توقف دوري المحترفين الأولى في مصلحة مدربي وفرق الدوري، أو عكس أفكارهم في هذه المرة.
خلفية أرشيفية
طالما كانت فترات توقف الدوري، هاجساً يقلق مدربي وفرق دوري المحترفين، وكثيراً ما أعلنت الفرق ومدربوها أن فترة التوقف هذه أو تلك تضر بمشوار الفريق التنافسي، خاصة الأندية التي ترفد المنتخبات الوطنية بعدد كبير من اللاعبين وإذا قلبنا صفحات أرشيف المواسم الكروية المختلفة خلال سنوات قريبة سابقة، نجد الحقيقة جاثمة في تأثر فرق أندية منافسة من فترة التوقف وغياب لاعبيها، وأعمدة فرقها الرئيسة ضمن صفوف المنتخب الأول ، وتأثرت تلك الفرق بعد غياب اللاعبين الطويل والتحاقهما المباشر بها، حتى إن تلك الحقيقة فرضت علاقة طردية بين فترة توقف الدوري، ونتائجها في مباريات الأسابيع التالية لعملية العودة، والتحاق اللاعبين بصفوف فرقها، وربطت تلك الأندية سوء نتائج الفريق مباشرة بفترة التوقف، وكان هناك إجماع من إداريي الفرق الفنية، عند الاستعانة بآرائهم عن إيجابيات وسلبيات فترة التوقف تلك، ومدى الضرر العائد على فرقها منها، حتى لو أنها لم تقدم الكثير من اللاعبين لصفوف المنتخب الوطني، بأنها تضر بتحضيرات الأندية وتؤثر على مؤشر الانسجام والأداء للفريق.
التزام الصمت
في هذه المرة، لم تخرج تصريحات مدربي وفرق المحترفين بالتعليق على فترة التوقف الحالية، ولا حتى الاقتراب منها، ما فرض خطاً أحمر في أذهان المتابعين والمحليين والجماهير، وجعلهم يتفقون على تساؤل واحد: لماذا لم تخرج الانتقادات كالعادة أو التعليق من قبل ربابنة الفرق الفنية، على فترة التوقف الحالية لدوري المحترفين، وإن كان هناك بالعموم انتقادات عامة حول فترة التوقفات الطويلة لدوري الموسم الحالي، لكنها لم تقترب من فترة التوقف الحالية والتزمت الصمت؟
إجابة في توقع
هناك إجابة ضمنية نصوغها أيضاً في توقع واستنتاج، قدمتها نتائج الجولتين الأولى والثانية من دوري المحترفين لهذا الموسم، وكذلك مستوى الأداء العام لفرق الأندية خاصة الجماهيرية منها، وكذلك فرق الأندية التي لم تقدم أو قدمت عدداً محدوداً من اللاعبين إلى صفوف المنتخب الوطني، بحسب التشكيلة التي أعلنت لمباراتي الأردن وأوزبكستان .
وما يفرض على تلك الفرق التزام الصمت، وعدم إطلاق العنان لانتقاداتها لفترة التوقف الحالية، أنها وجدت فترة التوقف تقف إلى مصلحة فرقها وأفكارها الفنية، خاصة بعد أن ظهرت الكثير من المشاكل والأخطاء في الجولتين الأولى والثانية من مشوار المنافسة، وتعرض لاعبين مؤثرين في صفوفها للإصابة، ما جعلها وجدت فترة التوقف الحالية بالذات، بمثابة ( استراحة المحارب ) ومناسبة لالتقاط الأنفاس، وإجراء العلاجات المناسبة لتحسين صورتها الفنية والتكتيكية قبل استئناف منافسات الدوري، خاصة أنها تجمع على كونها لم تخلد لفترة الأعداد اللازمة قبل انطلاق منافسات الموسم، ولم تصل إلى الجاهزية البدنية المأمولة للبناء الفني والتكتيكي خلال جولات المنافسة، وهو الخط الأحمر الذي نتجاوزه في طرحنا هذا بموضوعية وشفافية، ونفند حقيقة الموقف والتضارب فيه، عند المقارنة بين فترة التوقف الحالية، وفترة التوقف في مواسم ماضية، بالنسبة لإداريي فرق المحترفين الفنية.
البطولة التحضيرية
يجد العديد من المحليين والمتابعين والنقاد الرياضيين ومدربي فرق المحترفين، أن غياب المباريات التحضيرية لهذا الموسم، أضرت في استعدادات واختبارات فرق دوري المحترفين لجاهزيتها لخوض غمار المسابقات المحلية، وخاصة أنها كانت تأخذ الطابع الاستعدادي بثوب تنافسي رصين، ويعتبرها إداريو الفرق الفنية مرآة تعكس الصورة الحقيقية لجاهزية فرقها للمحطات التنافسية اللاحقة، وتكشف مبكراً عن مواطن الخلل، وهو ما أضر بتحضيرات الفرق لهذا الموسم على حد تعبيرهم.
واجتهدت فرق أندية المحترفين رغم تأثرها بغياب أعمدة رئيس من تشكيلاتها ضمن صفوف المنتخب الوطني، إلى مواصلة الاستعدادات وتكثيف التدريبات والمباريات الودية، لرفع الجاهزية البدنية لفرقها، وإيجاد علاجات شافية لبعض مشاكلها التي ظهرت خلال تلك الجولتين، وخوض المباريات الودية لملاحظة مؤشر الجاهزية للاعبي فرقها خلال فترة التوقف الدوري قبل استئناف رحلة المنافسة من جديد.