التقليد السنوي الذي نبدأ به موسم الدوري الممتاز لكرة القدم يتمثل بمباراة تحمل عنوان كأس السوبر ويلتقي فيها بطل الدوري وبطل الكأس للموسم الفائت وعندما يفوز أحدهما في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين يفوز بالكأس، في مباراة تنظم لظروف خاصة، لها تعليماتها وأنظمتها، والأربعاء الفائت استضافت مدينة حماة في ملعبها الجميل كأس السوبر الذي هو عنوان افتتاح الموسم الكروي، حيث التقى تشرين بطل الدوري مع الوحدة بطل الكأس، وسمح اتحاد الكرة بدخول الجمهور واعتبر الريع تقدمة وعوناً للمتضررين من الحرائق التي ضربت عديد المناطق في بلدنا.
بعيداً عن التفاصيل الفنية في المباراة نقول في المجمل إن المباراة كانت تسير بشكل طبيعي إلى أن أحرز الوحدة هدفه الثاني والفريقان متعادلان، وكان هذا الهدف بالشوط الثاني ومن ضربة جزاء وعندها عبّر صاحب الهدف مهاجم الوحدة عبد الرحمن بركات عن فرحته بطريقة غير مؤدبة تجاه جمهور نادي تشرين! الأمر الذي استفز هذا الجمهور وحدث هرج ومرج وفوضى وتدنٍ بالمستوى إلى درجة غير مقبولة في الساحة، ولهذا اللاعب سوابق إن كان مع المنتخب حين كان شاباً أم في الدوري حين تنقل من نادٍ إلى نادٍ، أي إنه برهن أنه لاعب غير منضبط وهذا أبسط ما يقال عنه، وهو إن استمر على هذا الحال في الدوري القادم فسيضع ناديه في إحراجات هو بغنى عنها !
والسؤال: ما الغرض من افتعال مشكلة بلا مبرر وفريقك متفوق ومتقدم طبعاً ؟
توالت الأحداث وتم طرد لاعب آخر من نادي الوحدة ولاعب فيما بعد من نادي تشرين، واستكملت المباراة في جو مشحون سيطر على الواقع و تمت تهدئة النفوس من قبل العقلاء.
المباراة أيها السادة التي تحمل عنوان السوبر التي هي افتتاح لموسم جديد الغرض منها كرنفالي وفرح ورقص وسعادة وابتهاج بغض النظر عن الفائز وليست ساحة أو فرصة للتباهي وإغاظة المنافس وإثارة الفوضى والخروج عن أدب الملاعب، وهي مباراة خاصة تبشر بشيء جميل قادم، ما شاهدناه في النصف الثاني من الشوط الثاني لا يبشر أبداً بأننا قادمون على دوري محترم، فإذا كان العنوان هكذا فماذا نتوقع من التفاصيل ! والتفاصيل ستأتي أسبوعياً من عمر الدوري الذي سينطلق يوم الأربعاء القادم في أسبوعه الأول.
هو نداء لإدارات الأندية أن تضبط لاعبيها وأن تضع مبدأ الثواب والعقاب أساساً في تعاملها معه لأننا نريد من ملاعبنا أن تكون ساحات فرح وتغنٍ ومحبة وتطوير للمستوى الفني وليس للنزاعات والنزوات والفرقة والشتائم، عندها بئس هكذا دوري، من أراد النشاط المنضبط فأهلاً به ومن بحث عن المشكلة فليبحث عنها بعيداً عن رياضتنا ومع ذلك مبارك للوحدة وحظ أوفر لتشرين.
عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com