الوقت الضائع… قوة الغول

قدّم منتخب إيران نفسه بشكل لائق خلال رحلة التصفيات الآسيوية المونديالية بمرحلتها الحاسمة،


فحجز مكانه في نهائيات كأس العالم قبل جولتين من النهاية بشباك نظيفة مسجلاً ثمانية أهداف في الدور النهائي إضافة لستة وعشرين هدفاً في الأدوار الأولى رافضاً لغة الخسارة في ست عشرة مباراة خاضها.‏‏


التأهل الإيراني يحصل للمرة الخامسة في تاريخه كثالث أكثر الآسيويين بعد كوريا الجنوبية واليابان، وميزة التأهل هذه المرة أنه يحصل للمرة الثانية على التوالي وهذا لم يحصل مع الكرة الإيرانية عبر التاريخ المونديالي.‏‏


المدرب البرتغالي كارلوس كيروش أتحفنا بتوليفة قادرة على صنع الفارق بفضل الاستقرار الذي خلقه والثقة بالنفس التي نمت، وها هي أنجزت المهمة الثانية المطلوبة، فبعد التأهل لنهائيات أمم آسيا جاء التأهل للحدث الأهم الذي ينتظره العالم أجمع كل أربع سنوات.‏‏


الآن أمام منتخب إيران امتحانان مهمان، الأول تجاوز الدور الأول لكأس العالم المقبلة من خلال البناء على المشاركة الأخيرة في البرازيل، والثاني استرجاع كأس أمم آسيا الغائب عن الخزائن الإيرانية منذ نسخة 1976 حيث كان ومازال المنتخب الوحيد الذي حقق ثلاثة ألقاب متتالية على الصعيد القاري، واللافت أنها كانت في المشاركات الثلاث الأولى للمنتخب الذي وصف بالغول الذي لم يترك شيئاً للمنافسين.‏‏


المدرب كيروش أشرف على بعبع آسيا الحالي في 74 مباراة حقق خلالها 46 فوزاً وهي نسبة تتجاوز 62 بالمئة، مقابل 20 تعادلاً وثماني هزائم والأهداف 147/41 وهذه أفضل المعدلات بسجل المدرب التدريبي مع الأندية والمنتخبات التي أشرف عليها.‏‏


هناك انخفاض ملحوظ بمستوى الكرة الآسيوية بدليل خروجها جميعها من الدور الأول لمونديال البرازيل ولكن منتخب إيران يبدو بسمتها هذه الأيام، ولكن هذا يبقى حبراً على ورق ما لم يترجم في أعظم امتحانين كما أسلفنا.‏‏

المزيد..