كثيرة هي المحطات التي يمكن الوقوف عندها حين نقلب صفحات كرة القدم السورية، وطالما أننا بدأنا في تقليب صفحاتها فإننا نقول: الموسم التنافسي (2021) سيبدأ قريباً ودخلنا مرحلة العد التنازلي،
وستكون الباكورة دوري الشباب ثم الدوري الممتاز، وسيسبق الدوري الممتاز مباراة السوبر بين فريق تشرين بطل الدوري وفريق الوحدة بطل الكأس، وسيكون مسرحها ملعب الحمدانية العملاق في مدينة حلب، وفي هذا تكريم للفريقين وتكريم للمدينة الباسلة التي استطاع فيها جيشنا وشعبها طرد الإرهاب وهزيمته، هذه محطة، المحطة الثانية تظهر آثارها من تهافت الأندية الممتازة على استقطاب اللاعبين لتعزيز الصفوف والبناء استعداداً للموسم القادم، والملفت هنا أن عديد اللاعبين الذين كانوا يحترفون خارج حدود الوطن يعودون للعب مع أنديتنا المحلية وهذا فنياً أمر مفيد لأن العائدين من طينة النخبة من اللاعبين وسيكون لهم دور في رفع السوية الفنية للمباريات إذا كانوا بالمستوى اللائق بدنياً وفنياً، ومن دون إصابات، أما المحطة الثالثة فتتمثل في الأسعار المرتفعة لانتقال اللاعبين من نادٍ إلى آخر حتى تبدوا وكأنها أرقام خيالية، وباعتقادنا أنها لا تتناسب مع المستوى الفني لكثير من اللاعبين، ومع ذلك نجد إدارات الأندية تدفع وتوقع العقود بلا حرج، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر نسمعها تشكو ضعف الإمكانات والقلة المادية في خزائنها فكيف يستقيم هكذا أمر؟
للمنتخب الأول أيضاً محطة، فها هو يجتمع من جديد في معسكر تدريبي في دمشق بمجموعة كبيرة من اللاعبين وبإشراف المدرب نبيل معلول، ويبدو أن هذا المعسكر الجديد لأغراض اختيارية وانتقائية لكل اللاعبين، لكن هذا لا يستقيم فعلاً كون المعسكر لا يضم أي مباراة ودية وسيقتصر قولاً وفعلاً على التدريبات وهذا يعني أن الأحكام النهائية لن تكون في هذا الوقت على الإطلاق، طبعاً لا بد من الإشارة إلى أن الوفد الذي شارك في تحكيم الأدوار النهائية لأندية غرب آسيا قد كان له الدور الفعال في هذه التظاهرة، إذ أثبت حكامنا الكرويون أنهم على قدر المسؤولية، وأكد رئيس لجنة الحكام عندنا على أنه خير ممثل وخير سفير في هذا الاتحاد لكرة القدم السورية، وإذا كان هناك حركة في أندية الممتاز على كل الأصعدة إلا أن هذه الحركة تبدو بطيئة جداً على صعيد أندية الدرجة الأولى التي لم تستنفر حتى الآن، مع أن الوقت يمضي وقد يفوتها القطار وهي لم تبدأ مشوارها سعياً للعودة إلى الأضواء ، أو دخول دائرة الممتاز، لا ندري أيضاً إن كان دوري هذا العام سيكون بلا جمهور استمراراً لما سبقه واحتياطاً لمقاومة كورونا، وكل ما نريده أن تكون كرة القدم السورية بخير وعافية وأن تحقق الحلم الذي طال انتظاره وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم، فهل نحن نسير في الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف ؟ نتمنى ذلك.
عبير يوسف علي a.bir alee @gmail.com