متابعة – أنور الجرادات:يقف المتتبع لمسار العمل الإداري في أنديتنا الرياضية على حقيقة أن أغلبية مجالس إدارات تلك الأندية، تتخلى عن وظيفتها الرئيسية كـإدارات أندية، وتتحول بالممارسة الى مجرد إدارات فرق رياضية في أنديتها.
من نافل القول إن المهمة الرئيسية للهيئات الإدارية للأندية، خاصة الأندية الكبيرة، (والتي يفترض أنها انتخبت على أساس برامج عمل طرحتها أمام هيئاتها العامة)، هي إيجاد مشاريع طموحة لأنديتها في مجالي الاستثمار والتسويق، تستهدف إنعاش خزائن الأندية، والإبقاء على صناديقها عامرة في مختلف الظروف، كي يتسنى لتلك المجالس الإدارية تحقيق الشق الثاني من المعادلة، والمتمثل في تنفيذ خطط وبرامج تطوير الفرق الرياضية لديها فنياً.
لكن الذي يحدث على الساحة الرياضية بشكل عام، وفي مجال كرة القدم تحديداً، أن أغلبية إدارات الأندية المحلية، تصرف النظر والجهد عن تلك المهام الأساسية، وتنشغل كثيراً في متابعة تفاصيل صغيرة ذات صلة بفرقها الرياضية، تتعلق أحياناً بزعل لاعب أو مدرب، وإشراك أو عدم إشراك لاعب في التشكيلة الأساسية للفريق خلال مباراة ما، وصلاحية أو عدم صلاحية انضمام هذا لاعب أو ذاك إلى فريق النادي.
هذه التفاصيل، يفترض أنها من صلاحيات الأجهزة الفنية للفرق الرياضية، واتصال الجانب الإداري بها يتم من خلال لجان فرعية منبثقة عن مجالس إدارات الأندية.
وربما تقاعس الكثير من مدربي الفرق في الدفاع عن اختصاصاتهم في العديد من المواقف يشجع الإداريين في الأندية على التمادي في هذا الشأن، وهذا موقف يكشف عن ضعف في شخصية المدرب، الذي ربما يفضل الصمت لأسباب عديدة، أهمها المحافظة على موقعه.
طبعاً لا ندعو أعضاء مجالس إدارات الأندية إلى احتراف العمل الإداري بالمعنى الحرفي للمصطلح، بل المطلوب تكريس عقلية الاحتراف كنهج وسياسة للمعنيين في العمل الإداري.