في الطريق إلى أولمبياد طوكيو.. منتخبنــــا تجـــــاوز الأخطـــاء الفـرديــــة بتعــــادل مثيـــــــر
محمود قرقورا:حلم طوكيو ما زالت تُنسج خيوطه رغم فقدان نقطتين أمام القطري في مستهل مباريات منتخبنا ضمن المجموعة الثانية للنهائيات القارية تحت 23 عاماً المقامة في تايلند التي صنّفها المراقبون على أنها المجموعة الحديدية.
البداية الناجحة تبعث على الأمل وتزيد الثقة، فتزداد معها مساحة التفاؤل، والتعادل بهدفين لمثلهما مع المنتخب القطري نتيجة تصنف في خانة الجيدة عطفاً على ظروف المباراة وتأخرنا المبكر بهدفين، لكن آلمنا كمتابعين أنه كان بالإمكان أفضل بكثير مما كان خاصة بعد الأفضلية في الشوط الثاني، فالسيناريو البغيض الذي لا يتمناه أي مدرب عاناه مدربنا أيمن حكيم الذي وجد نفسه متأخراً إثر خطأ ساذج للحارس وليم غنام استثمره المهاجم القطري يوسف عبد الرزاق قبل انقضاء الدقيقة الأولى، ولم يكن ذاك الخطأ بأقل وقعاً من الخطأ الذي ارتكبه المدافع يوسف محمد مع انتصاف الشوط الأول عندما سجل بمرماه هدفاً قطرياً ثانياً صعّب الأمور كثيراً.
أمام سيناريو مزعج كهذا كان لا بد من رصّ الصفوف ونسيان ما حدث، ولا بد من إستراتيجية هجومية تكفل لنا تقليص الفارق مع التحصين الدفاعي خشية تلقي هدف ثالث ينهي المباراة وهذا ما عمل عليه مدربنا الذي نجح بدرجة كبيرة في الامتحان، والكرات الثابتة أحد عوامل التفوق في عالم كرة القدم، ومن أحداها استفاد لاعبونا عندما أرسل محمد كامل كواية كرة موزونة عالجها عبد الرحمن بركات في الشباك مقلصاً الفارق عند الدقيقة الثلاثين.
ومن بعدها شاهدنا مباراة ندية يسعى كل من المنتخبين لتسجيل هدف تغيير المعالم، و مع غروب شمس المباراة تلقت شباكنا هدفاً ولكن تقنية الفيديو ألغت الهدف وبقي منتخبنا في جو المباراة ، ليواصل لاعبونا السعي نحو التعديل وكان لهم ذلك في الوقت بدل الضائع بفضل البديل علاء الدالي الذي لم يجد عناءً في ترجمة التمريرة السحرية من الحلاق.
ما حدث لم يكن غريباً على المدرب أيمن حكيم الذي قال قبل البطولة: إن كل المنتخبات التي بلغت النهائيات في المستوى ذاته، ومجموعتنا الأصعب ورغم ذلك نأمل تحقيق نتائج إيجابية والتأهل إلى الأدوار الإقصائية، واحترام جميع الفرق واجب، والمباراة الأولى تكون دائماً صعبة، متمنياً أن يكون لاعبونا في أعلى مستوى من التركيز.
وبالفعل قلة التركيز كانت السبب في ضياع النقطتين، آملين تلافي ذلك في بقية المشوار الصعب والشائك.
التشكيلة
وليم غنام، يوسف حموي، يوسف محمد، فارس أرناؤوط، خالد كردغلي، زكريا حنان، خليل إبراهيم (عبد الله عدي)، سيمون أمين (محمد حلاق)، كامل كواية، عبد الرحمن بركات، عبد الهادي شلحة (علاء دالي).
التعادل الخامس عشر
التعادل مع قطر حمل الرقم 15 لمنتخبنا في التصفيات الأولمبية التي بدأنا خوض تصفياتها منذ أولمبياد ميونيخ 1972 ولم نغب إلا عن تصفيات أولمبياد 1976، وبالمقابل حقق نسور قاسيون 25 فوزاً وهو العدد ذاته للخسارات، ولكننا لم نحقق الفوز على قطر، إذ تعادلنا 1/1 وخسرنا بهدف ضمن تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس 1984، ثم خسرنا في ذهاب وإياب تصفيات أولمبياد سيئول 1988 صفر/2 وصفر/3 والمباراتان حينها جرتا في قطر، وخسرنا في دور المجموعات لبطولة آسيا عام 2016 التي كانت مؤهلة للأولمبياد كما الآن بهدفين لأربعة.
محطة اليابان
غداً يخوض منتخبنا اللقاء الثاني بمواجهة المنتخب المرشح للفوز باللقب منتخب اليابان، ومفتاح الخروج بنتيجة إيجابية تلافي الأخطاء الساذجة، فلاعبو الساموراي أكثر حنكة وعقلية احترافية من قطر وبأخطاء كالتي حصلت أمام قطر ستكلفنا الكثير، والأهم أنهم مرتاحون من الضغط نتيجة تأهلهم المسبق للنهائيات بفضل الاستضافة، لكن ذلك لا ينفي حرصهم على معانقة اللقب وهم أتوا إلى تايلند لأجل ذلك ليس إلا، ومدربهم أكد بأن لاعبيه لا يشعرون بأي توتر أو قلق قبل سفرهم إلى تايلاند لخوض البطولة.
مباراة السعودية
الصورة تبدو مماثلة بين المدرستين القطرية والسعودية ونتوقع لمباراة الأربعاء أن يكون لاعبونا قد وصلوا الذروة بعد زوال الضغط النفسي، والاعتياد على المناخ وازدياد الانسجام ودراسة الخصم الذي يكون قد خاض مباراتيه، وهذا برسم المدرب أيمن حكيم، والمنطق يقول إن الجزئيات الصغيرة ستحدد النتيجة النهائية للمباراة، وبالتأكيد سنشاهد مباراة ندية مفتوحة لأن المنتخبين حينها يلعبان على المكشوف بعد اتضاح صورة الحسابات والنتيجة المطلوبة للعبور.