متابعة – أنور الجرادات: قال خبراء في مجال التحكيم في كرة القدم وحكام دوليون سابقون إن هناك سبع نصائح أو عوامل، وصفوها بالمهمة، لنجاح قضاة الملاعب في تفادي الأخطاء التحكيمية المؤثرة خلال مباريات دوري المحترفين،
لافتين إلى أن أبرز هذه العوامل يتمثل في إلمام الحكم بقانون اللعبة وتطبيقه بكل عدالة، وإعطاء كل ذي حق حقه والتركيز وعدم الانشغال بالمشكلات والأمور الشخصية، والابتعاد عن الغرور، والتعامل مع إدارة المباريات بالجدية المطلوبة طوال الـ٩٠ دقيقة، والجاهزية البدنية التامة للحكم، وثقة الحكم بنفسه، والابتعاد عن الضغوط النفسية، سواء كانت من الأندية أم الجمهور، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بين الحكام من قبل لجنة الحكام، بشرط عدم التشهير بالحكم في حال معاقبته، حتى لا تهتز صورته أمام الرأي العام.
وأضافوا أن هناك أموراً مثل تعاون الجميع، خصوصاً الأندية واللاعبين والمدربين والجمهور، مع قضاة الملاعب، واحترام قراراتهم، مهما كانت، مما يسهم في تسهيل مهمتهم والقيام بها على أكمل وجه.
انتقادات
لايزال الموسم الكروي الحالي يشهد انتقادات عنيفة لقضاة الملاعب من قبل الأندية والمدربين والوسط الرياضي، بسبب الأخطاء المؤثرة التي وقع فيها بعض الحكام، و ندعو الجميع، خصوصاً الأندية، إلى التعاون مع لجنة الحكام الرئيسية من أجل أداء دورها على النحو المطلوب، وذلك من خلال تنفيذ القرارات الصادرة منها، كما أن تعاون الأندية واحترام قرارات الحكام من شأنه أن يؤدي إلى تقليل المخالفات التي تصدر بحقها.
و من المهم جداً تقدير الأندية للدور الكبير الذي يقوم به الحكام، ونقل ذلك إلى الجمهور حتى يشعر بأهمية الرسالة التي يؤديها قاضي الملعب، حيث إن ذلك من شأنه تقليل حدوث مخالفات من الجمهور خلال المسابقات المختلفة وإن احترام الجميع للقرارات التي يصدرها الحكام، سواء الأندية أم اللاعبين أم الأجهزة الفنية والإدارية، وكذلك الجمهور، يجنبهم المخالفات من قبل لجنة الانضباط.
التركيز والجدية
إن الأخطاء التحكيمية واردة في كرة القدم، ولن تختفي، كون كرة القدم لعبة أخطاء، لكنْ هناك أمور مهمة يجب على الحكم القيام بها لتقليل وتفادي الوقوع في أخطاء مؤثرة في نتيجة المباراة، من بينها تعامل الحكم مع كل مباراة بالجدية المطلوبة، و أنه يجب على الحكم ألا يضع في حسبانه أن هناك مباراة مهمة وأخرى تحصيل حاصل، مشدداً على أهمية التركيز الجيد للحكم من الناحية الذهنية أثناء قيادته المباراة، وعدم الانشغال بأي أمور أخرى طوال الـ٩٠ دقيقة في الملعب، حتى تخرج المباراة بأفضل صورة من الناحية التحكيمية، لأن أي حكم لديه مشكلاته الخاصة، لكن يجب عدم اصتحابها معه إلى الملعب، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تشتيت فكره وعدم تركيزه بصورة جيدة خلال المباراة، ما قد يؤدي إلى وقوعه في أخطاء تحكيمية مؤثرة في نتيجة المباراة.
و إن من أهم الأمور التي تجعل الحكم ناجحاً في إدارته المباريات أن يتعامل مع المباراة بجدية في كل دقيقة وثانية، وفي تقديرنا إن الدقائق الخمس الأولى، وكذلك الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في المباراة، لهما أهمية خاصة، والكل يعرف أن معظم الأخطاء التحكيمية المؤثرة تحدث خلال الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
روح الفريق
هناك جملة من الأسباب التي تمكّن قاضي الملعب من أداء مهمته على أكمل وجه خلال المباريات المختلفة، منها المعرفة التامة بقانون اللعبة وتطبيقه بشكل سليم في الملعب، وهو يأتي في المقام الأول، بجانب الجاهزية البدنية، وثبات الحكم في قراراته، والاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها خلال الموسم المنصرم، وعدم تكرارها في الموسم الجديد، فضلاً عن التعاون بين طاقم التحكيم خلال المباراة بروح الفريق الواحد، إضافة الى التركيز والتمركز الجيد، والتحرك بطريقة مناسبة، وقراءة سلوكيات اللاعبين والمدربين والإداريين، كل على حدة، بشكل جيد، فضلاً عن قراءة طريقة لعب الفريقين أثناء المباراة، معتبراً أن هذه العوامل مجتمعة تعد مهمة في نجاح الحكم وطاقمه المساعد في قيادة المباريات.
و إن على الحكم مواجهة سلوكيات اللاعبين والمدربين في المباراة بالطريقة المناسبة التي تجعله يفرض شخصيته في الملعب، لكون ذلك يسهّل من مهمته في قيادة أي مباراة، كما أن تعاون الجميع، لاسيما اللاعبين والمدربين والجمهور، وتقبلهم قرارات الحكم يسهم في نجاحه في المباراة.
تجنب الضغوط
إن الجاهزية البدنية والتركيز الجيد للحكم وثقته الكاملة بنفسه خلال المباراة تجعله قادراً على القيام بواجباته في الملعب على النحو المطلوب، ونطالب قضاة الملاعب باعتبار كل لحظة أو دقيقة مهمة في سير المباراة.
والتعود على الضغوط النفسية والتعامل معها بشكل عادي، سواء كانت من الجمهور أم الأندية أم اللاعبين أم المدربين، بجانب إعطاء الحكم كل ذي حق حقه في الملعب، كما أن على قاضي الملعب أن يعطي كل ما عنده خلال ٩٠ دقيقة، وتجنب الاعتقاد بأنه أصبح حكماً كبيراً و أن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بالنسبة للحكم أمر لابد منه، بشرط عدم التشهير به في حال توقيع عقوبة عليه، حتى لا يؤدي ذلك الى اهتزاز صورته بشكل عام، كما حذر من الغرور الذي يفسد عمل الحكم.