لماذا خسر الجيش أمام الزوراء العراقي في الكأس الآسيوية بعد مسيرة يمكن أن نطلق عليها متوازنة في المباريات السابقة ؟ وهو الفريق الذي يعول عليه النضج الكروي والعمل الفني
المتزن أكثر من غيره، كونه الأكثر تجربة واحتكاكاً واستقراراً، وهو الخارج من تجربة عملية وكبيرة كانت في بطولة العالم العسكرية التي جرت في مسقط، ومن تابع مباراته الأخيرة مع الزوراء العراقي يستغرب الأداء الذي قدمه الفريق، ويرسم حول العرض العديد من إشارات الاستفهام والتعجب، ونتساءل ما الذي طرأ عليه ؟ مادامت نفس التشكيلة والجهاز الفني، ولا يوجد أي إرهاق، وبالعكس كل أمور الدوري تسير لمصلحته بالكامل وأي تبرير لا يمكن أن يكون مقنعاً لفريق تتوافر لديه كل الإمكانيات ولا يستطيع أن يحافظ على مستواه الفني لعدة مباريات متتالية، والأهم لا أظن أن مسؤولي الفريق لم يراجعوا شريط المباراة والأداء فيها، بل الأهداف الثلاثة التي دخلت مرماه، وكيف انفرط عقد الفريق معنوياً وبدنياً، وحتى تكتيكياً.
لا أقول هذا الكلام من باب القسوة على الفريق فقط بل من باب المحبة التي تجعلني أتساءل عن سر تذبذب مستواه أولا، وخيباته المتكررة خارجيا ! وهو من المفترض أن يكون خير سفير للأندية السورية بشكل عام، ولأن تفكيره كان مرتاحا من متاعب الدوري وتبعياته بعد أن أجّل له اتحاد اللعبة مبارياته بسبب ارتباطاته الخارجية.
وهذا الكلام قد ينطبق على فريق الوحدة الذي كان بوضع أفضل نسبيا من الناحية الفنية والرقمية ولازال محتفظا بصدارة مجموعته، والأمل أن يبقى هكذا.
ومن يعتب علينا لأننا لا ننظر للنصف المملوء من الكأس ولا نرى الظروف الصعبة التي تعيشها رياضتنا وأنديتنا، ويطالبنا ألا نعتب، لأن إفرازات الدوري ليست مرضية هي الأخرى فنياً ، أقول لهؤلاء إنني أتحدث عن فريقين هما الأكثر جهوزية وإمكانيات واستقراراً ، وفائدة من الدوري، ولديهما أفضل اللاعبين والمدربين، وبالتالي لابد من الطرح والمناقشة، لمعرفة الأسباب التي تؤدي لفشل أنديتنا في المتابعة اللائقة خارجيا، وحتى لا تتكرس خيباتنا المزمنة في التمثيل الخارجي، وأنا أدرك أن لدى الناديين المقدرة الإدارية والفنية للمعالجة وتقبل الأمر بصدر رحب، لأنه يهمهم أن يمضيا بعيدا في الاستحقاقات الخارجية بشكل أفضل وأجمل، وهذا يقتضي الوقوف على الحالة بشكل عام وبجرأة أكثر.
بسام جميدة