متابعة – أنور الجرادات: يختلف الكثيرون حول تحديد أيهما أهم بالنسبة للفريق الناجح أهو مدرب جيد أم عناصر جيدة ؟! حيث تتفاوت الآراء وتختلف الرؤى وكل يرى الأهمية من وجهة نظره.
فعلى سبيل المثال هل يكفي أن يكون لديك لاعبون جيدون لتحقق الألقاب أو لنقل لتلعب جيداً؟! أم تحتاج إلى مدرب جيد يمكن أن يطور اللاعبين ويخلق أسلوب لعب ويشكل فريقاً مترابطاً متجانساً قادراً على الفوز وتحقيق الألقاب وفقاً لإمكانات لاعبيه ؟!
دور المدرب
في الواقع ومن وجهة نظر شخصية نجد أن الكثيرين لا يفهمون كثيراً دور المدرب وأهميته ومهمته أيضاً، فالبعض يعتقد أن اللاعب هو الأساس وأنه يستطيع فعل كل شيء داخل الملعب، والبعض يستشهد بأن المدرب الذي ليس لديه عناصر جيدة وأدوات داخل الملعب لا يستطيع أن يفعل شيئاً.. وهذا في جزء منه صحيح لكنه ليس على إطلاقه، فالمدرب الجيد يستطيع أن يستثمر إمكانات اللاعبين لديهم ويخرج منهم أفضل ما لديهم ويجعل الفريق يؤدي بكل إمكانات لاعبيه وهنا تأتي المقارنة، فإذا كان هناك لاعبون في مستوى لاعبي الفرق المنافسة مثلاً فإنهم مع مدرب جيد سيتفوقون عليهم.
لكن في ظل مستوى تدريبي عادي أو متواضع فإنك لن تجد فريقك ولاعبيه الجيدين يؤدون أفضل ما لديهم أو يلعبون كفريق. وهنا الفرق أيضاً، فالمهم وجود فريق جيد (كمجموعة) وليس لاعبين جيدين، ودور المدرب هو دمج هؤلاء اللاعبين في أسلوب لعب معين يجعل منهم فريقاً قوياً ومنافساً، هذا هو الوضع ببساطة.
لاعب جيد؟
وفي رأينا إن البطولات والألقاب تحتاج إلى لاعبين جيدين ومدرب كبير ولا يكفي أن يكون لديك نجوم في كل المراكز ما لم يكن هناك من يظهر نجوميتهم ويسخرها لمصلحة الفريق بل حتى صقل اللاعبين الجيدين ورفع مستواهم وتقديمهم نجوماً. وبالتأكيد فإن اللاعبين الجيدين يرفعون المدرب الجيد وهو كذلك يجعلهم في قمة تألقهم وأدائهم في إطار أسلوب لعب معين يتم تطبيقه والتدرب عليه ويكون ملائماً لإمكانات اللاعبين وقدراتهم.
أما وجود مدرب جيد فقط فإنه سيكون قادراً على تحسين مستوى الفريق ورفع أداء لاعبيه لكن ذلك ليس كافياً لتحقيق الألقاب والبطولات.
إذاً هنا تظهر أهمية وجود لاعبين جيدين لأي فريق يريد تحقيق البطولات، والمعادلة هنا لا تكتمل إلا بوجود مدرب جيد أولاً ثم لاعبين جيدين ثانياً، فالمدرب يأتي في المرتبة الأولى لأن اللاعبين وحدهم غير قادرين في كثير من الحالات أن يغنوا عن وجود مدرب جيد.
التوازن مطلوب
ما أردنا قوله إن هناك الكثير من اللاعبين في أنديتنا المحترفة وفي منتخباتنا الوطنية الذين يعتقدون أنهم من صف الكبار ويجب أن يكون المشرف عليهم تدريبياً من صنفهم، أي من المدربين الكبار، هكذا يعتقدون وخلاف ذلك ترى الكثير من المشاكل بينهم وبشكل دائم لكن لماذا لا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء ذلك ؟
بنفس الوقت هناك من يقول إن السبب الحقيقي للخلاف الدائم بين اللاعبين الذين يعتقدون نفسهم بأنهم من طينة اللاعبين الكبار من جهة والمدربين المشرفين عليهم من جهة أخرى هو الاعتقاد السائد لكليهما بأنهما لا يجب أن يطلق على أحدهما أنه من طينة الكبار.
والمصيبة أن هذه هي العقلية الدارجة لأغلب لاعبينا ومدربينا وكم من الوقت نحتاج حتى نقنعهما بأنهما مكملان لبعضهما ولكل واحد منكما دوره ولا أحد منكما يستطيع أن يتخلى أو أن يستغني عن الآخر.
فالمدرب يستطيع ألا يشرك لاعباً كبيراً ومميزاً في أي مباراة كانت ويستطيع بنفس الوقت أن يقنع الجميع بحجته الواهية وراء ذلك بمعنى( تكسير منافسه) وحرقه وإضعاف شعوره على أنه اللاعب رقم واحد بالفريق وهنا يريد المدرب بفعله هذا أن يثبت للاعب أولاً على أنه لاعب عادي مثله مثل باقي اللاعبين وثانياً يثبت لباقي اللاعبين من جهه وللادارة والجمهور من جهة أخرى على أنه هو الرقم الصعب والرقم واحد بالفريق والقرار له وحده وليس لسواه وإن ليس لديه لاعب كبير ومهم ولاعب آخر أقل.
بالمقابل يستطيع اللاعب الكبير والمميز بنفس الوقت أن يقهر المدرب ويكون سبباً في إقالته وإبعاده عن الفريق نظراً لرداءة النتائج نتيجة عدم تسجيل اللاعب الكبير الأهداف عن قصد إن كان هذا اللاعب مهاجماً أو إن كان اللاعب مدافعاً ويتقصد الوقوع بالأخطاء كحالات التسبب بركلات الجزاء أو عدم التغطية الصحيحة لمهاجمي الفريق المنافس أو إن كان هذا اللاعب حارساً للمرمى وتعرفون كيف يستطيع الحارس من التسبب بالخسارة المقصودة ويريد جميع هؤلاء اللاعبين أن يفهموا مدربهم بأن مصيره معلق مع الفريق بأقدامهم فقط ومن دونهم لا يستطيع أن يصمد مع الفريق لفترة طويلة قبل إقالته وإبعاده القسري عن الفريق الذي يدربه.