متى نرد لها اعتبارها.. ؟!وجوه وأفكار لم تعد صالحة للاستخدام في كرتنا

متابعة – أنور الجرادات:تعيش كرتنا المحلية أياماً فاضت بالأخطاء والخطايا والمفاهيم غير الصحيحة والحسابات الشخصية التي تسبق وتأتي دوماً على حساب أي مصالح عامة، كرة لم يسمح لها أحد بأن تلتقط أنفاسها وتستعيد توازنها وتملك القدرة والجرأة على أن تقف وتقرر الإطاحة بكل الأفكار والمصالح والوجوه القديمة التي فقدت صلاحيتها وجدواها وحتى رغبتها في أي تغيير وإصلاح بعيداً عن الشعارات، ولا ندّعي العجز عن ذلك، فهي ليست مهمة أحد بمفرده وتفوق قدرات أي أحد مهما تكن قوته أو كلماته ونياته، ونريد فقط أن يعود الجميع للتفكير في كرة القدم بشأن مختلف بعيداً عن الشعارات والعبارات المحفوظة التي تقال طوال الوقت دون أي تأمل وتحليل.


تفكير ومراجعة‏


قد يكون هذا الموضوع أقرب إلى حجر يلقيه أحدهم في مياه راكدة منذ سنين طويلة جدا وهذا ما نود أن نرسله داعين أصحاب الشأن الكروي للتفكير الهادئ في كل شيء، فعام 2008 خسر تشيلسي أمام مانشستر يونايتد نهائي دوري أبطال أوروبا بركلة ترجيحية أضاعها أكثر العاشقين والمحبين لتشيلسي قائده الكبير جون تيري، وكلفت إضاعة تلك الركلة اللقب وأربعين مليون دولار، ولو كان الأمر يتم بدافع الحب لاستقرت الكرة داخل الشباك.‏


هواة لا محترفون‏


من يتأمل في واقع كرتنا المحلية يجدها تعتمد في كثير من تفاصيل عملها على المحبين في المقام الأول، وعندما نتحدث بشكل خاص عن الأندية في دوري المحترفين نجد أن الغالبية العظمى من العاملين فيها لا يحملون مؤهلات علمية رياضية وليس لديهم اهتمام كبير في صقل أنفسهم بدورات علمية رياضية تؤهلهم للعمل في تلك الأندية بأسلوب احترافي.‏


صناعة وإتقان‏


كرة القدم صناعة تتسابق الدول لتجعلها أحد أبرز عوامل نهضتها المؤثرة، تلك الصناعة تحتاج لكثير من المقومات خارج ميادين الكرة قبل داخلها، تتم من خلال كوادر بشرية تكون قادرة على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بناء على العلم الرياضي للوصول إلى الرؤى والأهداف التي تضمن الاستمرارية الطبيعية لأي عمل وتؤدي للنجاح والإنجاز.‏


بعيداً عن التميز!‏


نتعجب كثيراً من الأندية التي تدّعي الاحترافية وعندما تقف على هيكلتها الإدارية والتنظيمية تجدها قائمة على مجرد هواة أو أشخاص دافعهم للعمل مجرد الحب، وفي نفس الوقت يكسبون لقمة عيشهم صباحاً من أعمال مختلفة ويدّعون ممارسة العمل باحتراف في الأندية مساء، وهذا ظلم عظيم للاحتراف، أما الذي يجعلك تقف مذهولاً عندما تشاهد تلك الأندية وهي تدّعي البحث عن التميز الرياضي ويعد مسؤولوها جماهيرهم بالوصول للمنجزات وهي لا تولي الرياضة نقطة في بحر عملها.‏


علم مستقل‏


للرياضة خصوصية تجعلها مختلفة عن غيرها من المجالات، وهكذا تسويقها وقانونها والاستثمار بها وبقية تفاصيلها، وهي علم مستقل يساهم في النهضة والتنمية اقتصادياً واجتماعياً بخلاف أثر كرة القدم بين شعوب العالم وكيف تستخدم كقوة بين الدول لتساهم في الجذب في الوقت الحاضر، وهذا الأمر لو تم إدراكه فعلياً فسنرى أنديتنا تذهب بعيداً ويصعد دورينا لمصاف الدوريات العالمية.‏


وأخيراً لن نصل إلا إذا تعاملنا مع كرة القدم من خلال العلم الرياضي أولاً ثم الاستعانة بالخبرة، فالعلم يتطور كل لحظة والخبرة تقف عند حدٍ معين.‏

المزيد..