متابعة – أنور الجرادات: نرى أن العمل الإداري في كرة القدم بهذا الوقت يختلف عن نظيره بالأمس، واليوم لا بد أن تكون لدينا ثلاث ركائز مهمة:
اللاعب والإداري والمدرب، فاللاعب يعيش عصر الاحتراف وإن لم يدخل فيه بشكل تام لكنه يحلم به والإداري الهاوي والحالي يستحق الرثاء لأنه يعيش بين سندان احتراف اللاعبين والمدرب المحترف وبالتالي سوف تنقصنا ركيزة أساسية.
و لا يمكن أن ينجح المدرب المحترف بوجود إداري هاوٍ لأن العمل سيكون إنتاجه ناقصاً، وما لم تكتمل الأساسيات لن تجد الكرة المحلية أي دعم من الشركات والمؤسسات والمستثمرين، و لا يمكن أن تستثمر الشركات في ملاعب خاوية من الجماهير لأن الناس عصب كرة القدم خاصة والرياضة عامة والسبب يعود إلى أننا لم نستكمل الأساسيات المطلوبة، و الكثير من الأندية تعاني الفقر المادي المدقع ولا يمكنها أن تدفع إلى لاعبين محترفين على مستوى عالٍ، وكل الذين شاهدناهم في ملاعبنا خلال المواسم القليلة الماضية ليسوا بلاعبين محترفين ولا هم أشباه محترفين أو مُكملين، هم كالعميان في الزفة وماذا كانت النتائج الفنية؟ لا شيء.
بين الإداري والفني
إن بلادنا يمكنها أن تقدم الكثير من المواهب الكروية، لكن من أين للأندية أن تتعاقد مع مدربين محترفين وخبراء للفئات العمرية؟ وهل يقبل أي مدرب كبير وذي خبرة أن يعمل في نادٍ مسؤولاً إدارياً ويرى فئاته العمرية ضائعة ؟ وهذا الحال ينطبق على معظم الأندية، لأن العمل الإداري يتطلب أن يكون مكتملاً حتى يكون الإنتاج مستمراً ومتصاعداً، ومن دون المحاسبة لا يمكن أن يكون هناك إنتاج، و في كثير من الأندية لا نجد المتميزين ويعيشون على الكفاف، الأمر الذي ينعكس على الاتحاد لأن الموجود في الأندية يصب فيه والنتيجة تكون كما يعرفها الجميع، ويجب أن نكشف عن كل احتياجاتنا ولا يمكن أن نحقق الخطوات الملموسة ما لم نكشف احتياجاتنا المطلوبة في عالم يتغير كل يوم، ومن يقف على أرضية رخوة لا يحقق الثبات أو النجاح.
المشاغل كثيرة والكرة مستديرة
إن المشاغل الكثيرة كالكرة المستديرة التي يعيشها أغلب نجومنا السابقين بعد تركهم كرة القدم حالت دون أن يواصلوا العمل في المجال الإداري رغم حبهم وتقديرهم لمن سبقهم إلى العمل فيه، فالسابقون لم يعانوا أي صعوبات في العمل الإداري بكرة القدم لأنه لا يوجد احتراف، لكن اليوم اختلف الحال وصار هناك احتراف ومدربون أجانب كمدرب نادي الاتحاد ولاعبون من خارج أولاد النادي، أي ولدت ظروف جديدة لم يكونوا مهيئين لها، و كانوا مشغولين في العمل لتدبير متطلبات المعيشة ولم يجدوا أي فرصة حتى في الذهاب إلى النادي وزيارة اللاعبين، ومن الصعب أن يلتحقوا بالعمل الإداري إذا لم يكن لديهم الوقت المناسب فالعمل عمل ويحتاج إلى تفرغ ومن طبيعتهم ألا يذهبوا إلى مكان لا يستطيعون أن يعملوا فيه، رغم أنهم لم ينقطعوا عن متابعة أخبار الكرة ويتابعونها أحياناً عبر الصحافة الرياضية أو المشاهدة التلفزيونية ويتمنون أن يصل المستوى إلى ما يطمحون إليه رغم الصعوبة التي تواجه كرتنا.
الخبرة متوافرة
و كل لاعب سابق لديه الإمكانات والخبرة وما جمعه من تجارب سابقة يؤهله لأن يكون بارزاً في مجال عمله إذا حصل على الفرصة المناسبة وبالتالي سيكون مكسباً لأنه ينطلق من خلال ثروة لا تقدر بثمن، ونتوقع أن تسفر الانتخابات القادمة لاتحاد الكرة عن منافسات واسعة إن سمح لكل نجومنا السابقين الترشح فكل شيء متوقع إذا حركنا الجمود، والقرار متوقف عند الاتحاد الرياضي العام و هو من يحرك الظروف المواتية لتحقيق المكاسب الوطنية العالية، وكل الذي نتوخاه التوفيق والنجاح لكرة القدم المحلية وأن تحقق المكاسب المرجوة في السنوات القادمة.
التضحية والعمل
فمن يريد أن يصعد الجبل عليه أن يجهز نفسه بكل الإمكانات حتى لا يسقط، حيث كان في الماضي لا يعرفون إلا الذهاب إلى التدريبات ثم المباريات الرسمية ولم يكونوا يعلمون أن الدنيا تدور وتطلب منهم أن يجاروها ويوم توقفوا دارت الدنيا وتركتهم يركضون خلفها ولم تلتفت إليهم حتى الآن، هذا كلام الحكماء وماذا بعد؟
إن أردت صعود الجبل فعليك أن تُهيئ نفسك بكل الإمكانات المتاحة وأدوات السلامة فإن لم توفرها فلن تصعد وسيكون سقوطك كارثة.
و الماضي ليس الحاضر ويوم ضحكوا على اللاعبين بالأدوات والقمصان وبدلات التدريب جاء زمن يختلف، فالإداري ليس كما كان واللاعب اختلف والمدرب غير والملاعب زادت خضرة لكننا مازلنا نفكر بعقلية الماضي والمستفيد هو من يستغل الظروف ويلعب على كل الحبال.