ماذا يفعل المدرب..؟يضرب مدرب منتخبنا أخماسه بأسداسه وهو يرى الأيام تتسرب من بين أصابعه كما لو أنها ماء مسفوح.. ومن هنا يستمد السؤال مشروعيته الأساسية لينطبق على أي مدرب في الوضع الذي لايحسد عليه أحد..!
الحكيم ومنذ انتهاء مباريات مرحلة الذهاب قال إن لديه برنامجاً أولياً من أجل تحضير المنتخب خلال المدة الفاصلة بين مرحلتي الذهاب والإياب, وهي تزيد على الشهور الأربعة, على أمل أن يحظى مع مساعديه واللاعبين بفرص, أو فرصة, لاختبار الذات لكن ذهبت « الأقوال والمطالبات» هباء..!
على مدار الأيام الطويلة السابقة, والتي ثبت أنها قصيرة جداً, كان هناك مايشبه «الجري بأنفاس متقطعة؟!» من قبل البعض, داخل اتحاد الكرة لتأمين مايمكن تأمينه مما يحتاجه المدرب أو طالب به.. وهنا نريد حضور حسن النوايا إلى أقصى حد ونمضي معهم على الصراط الإيجابي في المتابعة والدعم اللذين نظن أن منتخبنا يستحقهما وواجب علينا, لكن ذلك كله ظهر في نهاية الأمر أشبه بزبد البحر, وفراغ واسع بعد انقشاع ضباب التصريحات, حول حوارات ومراسلات مع اتحادات, وهنا لاغاية لنا التغاضي عن ذلك, لكن مايهمنا أن شيئاً لم يقع تحت البصر ولا البصيرة, وأرض الواقع تقول: المنتخب ذاهب إلى أولى الإياب محمولاً على مراكب الألم والأمل لاأكثر, والرهان المتبقي معقود على حماسة اللاعبين وعنفوان حضورهم, وتصميمهم على عطاء يعوض توهان الأيام الكئيبة التي ذهبت بالقيل والقال والتبريرات الرنانة..؟!
وعلى الورق نمتلك مجموعة من اللاعبين وفق اللائحة , بمواصفات النجوم القادرة على إمالة كفة الميزان الفني لمصلحتهم, ولكن هل سيتمكن الجهاز الفني في الأيام الأخيرة التي تسبق المباراة, وهي ثلاثة، من معرفة جهوزية لاعبيه جميعاً, وكيفية الاستفادة الفعلية والعملية من كل الأوراق بما يخدم رؤيته لطريقة اللعب وأسلوب الأداء فوق المستطيل الأخضر, خاصة أن الأسلوب الذي ظهر به في الذهاب لم يعد مبرراً ولا مقبولاً..؟!
المباراة الافتتاحية لمنتخبنا في إياب التصفيات المونديالية تبدو تجريبية أكثر من أي شيء آخر والمسؤولية يتقاسمها الجميع والمدرب يعي ذلك يؤكد على صعوبة المهمة, ولكنه راض بذلك ومقبل عليه, وبالتالي سننتظر معه ومع عشاق المنتخب على أمل أن تكون مراكب الأمل هي التي توجه الرياح وفق مانشتهي..!!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com