متابعة – أنور الجرادات: متابعة – أنور الجرادات: مع اقتراب انتخابات اتحاد الكرة يتكرر الحديث عن دور الأندية في الجمعية العمومية التي من المفترض أن لها اليد العليا على الاتحاد بصفتها الجهة الشرعية التي تمنح الجهة التنفيذية المتمثلة في مجلس إدارة الاتحاد الحق في إدارة شؤون اللعبة واتخاذ القرارات المناسبة التي تنظم عمله ول وائحه، ولكن كيف السبيل إلى جمعية عمومية قوية، في ظل ما نشاهده وشاهدناه من جمعيات عمومية يدعى إليها بجدول أعمال متخم بالتعديلات والإضافات، ولا تستغرق سوى دقائق معدودات؟
وبات الشارع الرياضي يتساءل عن طبيعة العلاقة بين الطرفين، فمن الأقوى؟ الجمعية العمومية التي لها صلاحيات واسعة بصفتها الجهة التشريعية والمكونة للاتحاد وصاحبة الحق في مناقشته ومحاسبته بل وطرح الثقة فيه بالكامل أو في بعض أعضائه، أم الاتحاد الذي يراه كثيرون الأقوى والأكثر سيطرة، في ظل ضعف رقابة العمومية، وتهاون أعضائها في القيام بدورهم الحقيقي كشريك أول في قيادة دفة اللعبة؟
وإذا كان الأمر كذلك، فما الآليات الكفيلة بتفعيل دور الجمعية العمومية لتكون لها سطوتها التي منحها لها قانون تأسيس اللعبة نفسها؟
هذه الأسئلة يجب أن تطرح على مسؤولي الأندية وأصحاب القرار في اختيار مندوبيهم الذين سيحق لهم الترشح والتصويت في اجتماع الجمعية العمومية لاختيار اتحاد كرة جديد وكذلك على أطراف عدة بالساحة الكروية التي اتفقت على أن الدور الحقيقي للجمعيات العمومية لاتحاد الكرة، يعد غائباً بشكل مستمر ودائم، وعزا البعض السبب إلى غياب مفهوم يتعلق بأهمية كل عضو في الجمعية العمومية للاتحاد الذي يدير اللعبة، بخلاف عدم اهتمام معظم إدارات الأندية بمراجعة ما يعرض عليها من جدول الأعمال من أجل الحضور للعمومية بملاحظات ومقترحات وإضافات تثري اللعبة، فبات عقل واحد هو الذي يفكر ويتحدث ويدير ويقترح دون أن يجد من يتجاوب معه في بعض الأحيان، أو يحاسبه في أحيان أخرى.
واتفقت الآراء على أن المرحلة الراهنة والتي تشهد مرور الكرة السورية بمرحلة انتقالية تحتاج لتضافر جميع الجهود للنهوض بها، والعمل على وضع الاستراتيجيات التي تؤدي لهذا الغرض، حتى ولو بمراجعة لوائح وأنظمة تتعلق بإدارة اللعبة نفسها.
ووجهت سهام النقد للأندية بأنها أضعفت الجمعية العمومية التي هي مكونها الرئيسي بسبب تخليها عن دورها الحقيقي إما بالكسل عن قراءة جدول أعمال اجتماعات العموميات المتلاحقة، أو بغياب من يطرح الأفكار ويناقشها إلا في أضيق الحدود أو باختيار مندوبيها من الأعضاء وهم ضعفاء وغير جديرين ولايستحقون تمثيلها.
فالمشكلة الحقيقية بكل صراحة تكمن في أن بعض مسؤولي الأندية من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، ليست لديهم دراية كافية بأهمية دورهم خلال اجتماعات الجمعية العمومية نفسها.
ويبقى السؤال الملح الذي يطرح دائماً هل نرى في الدورة الانتخابية الجديدة لاتحاد الكرة وجوهاً جديدة في اجتماع الجمعية العمومية غير تلك التي نراها بشكل دائم وتكون جديرة في تمثيل من أعطاها كل الثقة ويكون اختياره صحيحاً وضمن المعايير والضوابط والشروط اللازمة ؟!