الوقت الضائع…الومضات الفردية

ودّعت جماهير القارة الإفريقية الكرنفال الأسمر يوم الأحد الفائت بخسارة المنتخب المصري الشقيق اللقب في المتر الأخير أمام الكاميرون، ليتساءل الكثيرون عن السبب المباشر في ضياع اللقب.


بداية لم يكن منتخب مصر مرشحاً للعودة بالكأس من الغابون من منطلق أنه عائد للمشاركة في البطولة بعد إخفاق مرير في التأهل ثلاث مرات متتالية، لكنه فرض نفسه خصماً صعب المراس مباراة بعد أخرى، بيد أن الحبوب المنشطة معنوياً لم تكن كافية في مباراة التتويج التي تسيدها الأخضر الكاميروني الذي استحق العودة لمنصة التتويج بعد خمسة عشر عاماً على مرأى من الأسطورتين روجيه ميلا وصامويل إيتو.‏


صدامهما كان الثالث في نهائي القارة السمراء ففاز الأشقاء بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي 1986 مستفيدين من عاملي الأرض والجمهور وكانوا أشداء 2008 عندما فازوا بهدف أبو تريكه، لكن ثالثة الكاميرون كانت ثابتة من جميع الجوانب, فسيطرتهم كانت أوضح، وفرصهم كانت أوفر، ولياقتهم كانت أعلى، وثقتهم بإحراز اللقب أحسسناها بعيون اللاعبين حتى عندما كانت النتيجة في الاتجاه المصري مع انتهاء النصف الأول من المباراة.‏


سمعنا أن الإرهاق والغيابات أثرا في منتخب مصر لكن الحقيقة تقول عكس ذلك، لأن مدرب الكاميرون افتقد عديد العناصر التي أبت المشاركة المتزامنة مع حمى الدوريات الأوروبية الكبرى، فضلاً عن أن محمد صلاح ورفاقه أخذوا قسطاً أوفر من الراحة بواقع أربع وعشرين ساعة وهذا مهم جداً في مثل هذه البطولات، لكن هذه الأفضلية بقيت على الورق.‏


من وجهة نظرنا الكرة ابتسمت لمصر معظم فترات البطولة وتجلى ذلك بأبهى صوره في نصف النهائي أمام بوركينافاسو، لكن الومضات الفردية القادرة على صنع الفارق لم تكن حاضرة وخصوصاً من محمد صلاح الذي كان معقد أمل المصريين، في الوقت الذي تجلت فيه إبداعات باسوغونغ الذي أضحى خامس كاميروني يفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة، وكذلك ظهرت ومضة أبو بكر فينسنت في لقطة الهدف الثاني التي تستحق أن تكون مسك الختام.‏

المزيد..