الإعداد النفسي… علم غائب عن أنديتنا المحترفة!

متابعة – أنور الجرادات: مع التقدم الكبير في الخطط والتكتيك وتعدد المنافسات والمنافسين على المستويين الداخلي والخارجي، لم تعد تحضيرات الفرق مجرد معسكرات كلاسيكية، فالمجهود البدني وحده لم يعد كافياً لإحداث التفوق وصناعة النصر.



فاللاعب يحتاج بجانب ذلك إلى الشجاعة والمثابرة لاستحداث الوسيلة التي تعينه على الصمود ومجاراة الصراع القوي والمستمر تطلعاً لتحقيق الهدف، وهنا يظهر الإعداد النفسي كعامل مهم، وهو أسلوب من أساليب عملية التخطيط والاستعداد للمنافسات، جنباً إلى جنب مع الإعداد البدني، بل وفي أحيان كثيرة يصبح أكثر أهمية وفاعلية في إحداث التفوق المنشود.‏


كونه يرتبط مباشرة بالصفات النفسية للاعب ويؤدي دوراً مهماً وناجعاً في تطورها بما يساعده في التكيف مع مختلف الظروف والتغييرات التي تحدث أثناء المباريات، وهو ما أجمع عليه الكثيرون وأكدت عليه الآراء ووجهات النظر المختلفة للبعض.‏


أهمية‏


إن أهمية علم النفس تتمحور في إعداد اللاعب نفسياً وتطوير شخصيته وأدائه ونظامه الحياتي وثقافته، وكيف يوزع برنامجه، فاللاعب إن لم يستطع أن ينظم حياته سيتعب، ورياضتنا لن تتطور إذا لم يدخل فيها الجانب العلمي مثل علم النفس وعلم التغذية، فهذه جوانب مهمة جداً.‏


لكن بعض الأندية لا تهتم بها، خصوصاً التغذية التي تعتبر عاملاً مهماً مثل التهيئة النفسية والبدنية، فبعض اللاعبين لا يعرفون ماذا يأكلون، وإذا لم نهتم بتغذيتهم الصحيحة فكل الجهود ستضيع هباء، ويصبح احترافنا ناقصاً.‏


و العمل مع اللاعبين على تنظيم حياتهم الخاصة بطريقة احترافية أمر مطلوب لتطوير مستواهم ووضعهم في حالة ممتازة من التهيئة النفسية، تقودهم لتقديم المردود الفني والبدني المأمول، وبالتالي تحقيق النتائج المنشودة، فيجب الاهتمام بكل التفاصيل التي تخص حياة اللاعب بدقة واحترافية مثل موعد نومه وأكله ونظامه الغذائي وما إلى ذلك.‏


توجيه‏


لا ننصح بتدخل الإداريين أثناء المباراة بتوجيه اللاعب، فالمدرب فقط هو المنوط به هذا الأمر، وذلك حتى لا يحدث تشويش عليه، إلا إذا كان الأمر بغرض توصيل معلومة أو ترجمة لغة المدرب إن كان المدرب أجنبياً.‏


لأن هناك بعض اللاعبين لا يتحملون الإداريين وفي الدوريات الأوروبية مثلاً وهي دوريات قوية ومتطورة، لا نرى إلا المدرب فقط على الخط وهو الذي يصدر التوجيهات على عكس ما يحدث هنا في دورينا، حيث تشاهد الإداريين وهم يقومون بالتوجيهات جنباً إلى جنب مع المدرب، وحتى في غرفة تغيير الملابس يجب أن يكون الأمر قاصراً على المدرب فقط.‏


جهود‏


ونؤكد على أهمية وضرورة تضافر الجهود من أجل تعزيز دوافع اللاعبين في المنافسات، فالجمهور ينبغي أن يكون محفزاً للاعب خلال المباراة بالتشجيع الإيجابي، وألا يضغط عليه باستعجال الفوز أو في حالة الخطأ، و علينا نحن الإعلاميين الاضطلاع بدورنا في تشجيع الجمهور وتوجيهه لمساندة إيجابية، فهناك بعض الجماهير تسب اللاعب وتصرخ عليه وبالتالي تؤثر على تركيزه، لأن اللاعب بشر في النهاية، ومن المهم جداً أن يركز الإعلام على الجانب النقدي الهادف الذي ينبذ التعصب بعيداً عن المناوشات والتراشقات اللفظية التي نشاهدها في بعض الأحيان، فهذه أمور تجلب المشاكل ولا تطور اللعبة.‏


تحضير‏


إن التحضير النفسي مهم ومطلوب وضروري في أي مجال، سواء بالرياضة أم بخلافها، على أن يكون لساعة ونصف الساعة على الأقل.‏


لأنه لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، بل هو مكمل له وفي عدم وجوده ربما انعدمت فعالية اللاعب مهما كانت حالته البدنية جيدة، وحتى خارج الرياضة فيجب أن يكون الموظف مثلاً جاهزاً نفسياً ليتقن عمله خلال فترة الدوام، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينجز ويقوم بواجبه على النحو المطلوب وسيرتكب الأخطاء.‏


حصة‏


هناك نحو خمسة من العوامل المهمة لأجل إعداد فريق قوي قادر على تحقيق النتائج الجيدة وإذا انعدم أي عامل منها فسيكون هناك قصور في التحضير، في الإعداد البدني والذهني والفني والتكتيكي، بالإضافة لاحترام المنافس.‏


وعلى اللاعب ألا يهمل أياً منها حتى ينجح في أداء واجبه على النحو المطلوب، فاللاعب المحترف يجب أن يذهب إلى الحصة التدريبية ليستفيد منها ويتعلم كل يوم أمراً جديداً، وهذا يحتاج للتركيز المرتبط بالتهيئة النفسية.‏


ثبات‏


و كثير من اللاعبين في أنديتنا يعانون من غياب الثبات النفسي والانفعالي أثناء المباراة وهؤلاء يحتاجون لتحضير نفسي متخصص لأنه للأسف بعض الإداريين هم أنفسهم يحتاجون لإعداد نفسي وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك فالتدقيق في اختيار الإداري أو مدير الفريق أمر مهم يجب الحرص عليه بعيداً عن المجاملات.‏


كما يجب أن يكون هناك مختص نفسي متواجد مع الفريق طوال الموسم، كما أن لاعبنا في الغالب عاطفي يتأثر بالبيئة المحيطة من إعلام وجمهور وأصدقاء، في حين أن اللاعب الأجنبي يجب أن يكون تركيزه على الأداء بعيداً عن المؤثرات الخارجية، ولا بد من أن نتخلى عن هذه العاطفة التي لا تفيد في زمن الاحتراف ولا يمكن أن تحقق معها النتائج الجيدة.‏

المزيد..