الموقف الرياضي..نكتب هذه السطور قبل معرفة نتيجة المباراة النهائية للكرنفال الثاني والثلاثين من بطولة أمم إفريقيا، وكلنا أمل أن يكون المنتخب الجزائري الشقيق أكمل تألقه الذي بدأه منذ المباراة الأولى أمام كينيا، وحقق النجمة الثانية المستحقة عطفاً على مستواه الثابت في طريقه إلى مباراة اللقب.
خيبة الأمل العربية تجسدت بخروج مبكر ومتوقع لموريتانيا التي استحقت الاحترام على ما قدمته في حضورها الأول بين كبار القارة.
ثم كانت الصدمة بخروج المغرب أمام بنين بفعل ركلات الترجيح التي أجهضت الأحلام المشروعة للمغاربة ومدربهم الفرنسي رينار، وخاصة أنهم قادوا أنفسهم إلى التهلكة أمام منتخب لم يحقق الفوز خلال أربع مشاركات خاضت فيها 14 مباراة.
والخروج المبكر للمستضيف المصري كان علامة فارقة لزعيم البطولة التاريخي على يد جنوب إفريقيا التي فازت على مصر للمرة الأولى في الكرنفال.
وجاء خروج تونس من نصف النهائي من صنع يدها بعد إهدار نجمها فرجاني ساسي ركلة جزاء في توقيت مهم كان ممكناً أن تجعل النهائي عربياً خالصاً، وأمام هذا الترنح كان لا بد من تألق غير عادي لنجوم الجزائر لإعادة الكأس إلى الخزائن العربية، فسارت كتيبة المدرب جمال بلماضي نحو خط النهاية متمنين مرة أخرى أن تكون الكأس جزائرية، مع القناعة المطلقة بأن منتخب السنغال يستحق بدوره التتويج، إذ وصل إلى النهائي بخمسة انتصارات بشباك نظيفة وتلقى هدفاً يتيماً يوم الخسارة أمام الجزائر، ويرى النقاد أن تنافس ليفربول والسيتي على الدوري الإنكليزي المنصرم قابله التنافس بين الجزائري محرز والسنغالي ماني حتى المتر الأخير وهما مرشحان لجائزة أفضل لاعب.
النهائي الثامن
مباراة أمس بين الجزائر والسنغال حملت النهائي الثامن الذي يتكرر في البطولة بين منتخبين تواجها في الدور الأول وفق التالي:
1968: جمهورية الكونغو *غانا 1/صفر في نهائي 1968 بعد الخسارة 1/2 في دور المجموعات.
1974: زائير *زامبيا 2/صفر بعد التعادل 2/2 في النهائي الأول.
1982: غانا *ليبيا 7/6 بالترجيح بعد التعادل 1/1 وكانا تعادلا 2/2 في دور المجموعات.
1988: الكاميرون *نيجيريا 1/صفر بعد التعادل 1/1 في دور المجموعات.
1990: الجزائر *نيجيريا 1/صفر بعد الفوز 5/1 في افتتاح البطولة.
2008: مصر *الكاميرون 1/صفر بعد الفوز 4/2 في المباراة الأولى لكليهما.
2013: نيجيريا *بوركينافاسو 1/صفر بعد التعادل 1/1 في دور المجموعات.
2019: الجزائر *السنغال …………. بعد فوز الجزائر 1/صفر في دور المجموعات.
وفاق مصري جزائري
مباراة مصر والجزائر التاريخية في مدينة أم درمان السودانية عام 2009 استمر صداها السلبي وتداعياتها غير الأخلاقية التي ساهم الإعلام بشيء كثير في تأجيج نارها، قابلها في هذه البطولة تغير في المواقف وهذا أحد أهم مكاسب خروج مصر، فتحوّل الجمهور المصري مسانداً لتونس والجزائر، والوفود العربية كلها ارتدت الزي الجزائري تعبيراً عن وضع إرهاصات مباراة السودان جانباً وفتح صفحة جديدة، ولنا أن نتخيل السيناريو الأسوأ لو كان النهائي بين مصر والجزائر؟
نيجيريا ثالثة
أنصفت الكرة منتخب نيجيريا فاحتل المركز الثالث بفوزه على منتخب تونس الشقيق يوم الأربعاء الفائت بهدف مقابل لا شيء سجله المهاجم إيغالو في الدقيقة الثالثة رافعاً رصيده إلى خمسة أهداف بأعلى اللائحة، كأول لاعب ينجح في تسجيل خمسة أهداف في كأس الأمم الإفريقية منذ نسخة عام 2010 حين أحرز المصري محمد ناجي جدو ذلك.
وخاض كلا المنتخبين المباراة بمعنويات في الحضيض بعد الخروج من نصف النهائي، تونس أمام السنغال بهدف ديلان برون بمرماه في الوقت الإضافي الأول وتحديداً في الدقيقة 101، ونيجيريا أمام الجزائر بهدف لاثنين وجاء هدف الفوز بتوقيع رياض محرز في الوقت بدل الضائع، بعد أن سجل إيغالو هدف نيجيريا من ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة والسبعين رداً على هدف الجزائر الأول عند الدقيقة الأربعين وسجله النيجيري ويليام إيكونغ بمرماه.
للتذكير فإن نيجيريا متخصصة بإحراز المركز الثالث في كل المباريات الترتيبية التي خاضتها بواقع ثماني مرات أعوام 1976 و1978 و1992 و2002 و2004 و2006 و2010.
وبالمقابل قنعت تونس بالمركز الرابع للمرة الثالثة بعد نسختي 1978 و2000.