الوقت الضائع..بين الكم والنوع

تنطلق اليوم في الغابون فعاليات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية، البطولة التي تنفرد بكثير من الميزات عن نظيراتها من البطولات القارية، ولعل العلامة الفارقة لهذه البطولة أنها تجذب أنظار الكشافين للفوز بصفقات مهمة في سوق الانتقالات،


حيث يرى الكثير من اللاعبين الموهوبين الفرصة مواتية لتقديم أنفسهم بصورة مثالية أمام الراغبين بخطب الود.‏


نسخة هذا العام تشهد مشاركة أربعة منتخبات عربية وهذا العدد يعد مرتفعاً لكن ليس الأعلى، ففي أكثر من نسخة كان الحضور العربي بأربعة منتخبات، والملاحظ أن الجزائر وتونس جاءا في مجموعة واحدة مع أن القائمين على العرس الإفريقي كان بإمكانهم زج كل منتخب عربي بمجموعة، تماماً كما فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال مونديال 1958 عندما وضع منتخبات الجزر البريطانية الأربعة في أربع مجموعات.‏


والتعامل مع أبناء لغة الضاد لم يكن يوماً ما أقرب إلى المنطق، فعلى سبيل المثال اجتمع ثلاثة منتخبات عربية في مجموعة واحدة عندما استضافت مصر البطولة عام 2006.‏


وحقيقة يشعر المتابع بشيء من الظلم يُحاك ضد المنتخبات العربية سواء من حيث الاستضافة أم الصافرة التحكيمية، وعند النقطة الأولى هناك العديد من الأمثلة، فعندما اعتذرت المغرب عن الاستضافة 2015 وأبدت الجزائر ممثلة العرب الوحيدة في آخر نسختين موندياليتين الاستعداد لاحتضان الوفود فضّل الاتحاد الإفريقي غينيا الاستوائية التي لم يسبق لها المشاركة في عرس القارة السمراء إلا عند الاستضافة 2012.‏


وعندما قدّمت الجزائر ملفها لاستضافة النسخة الحالية 2017 لم يشك أحد لحظة بأحقية الأشقاء الذين نظّموا الحدث مرة واحدة عام 1990 وحضرت المفاجأة المدوية بفوز الغابون بالاستضافة مع أنها كانت أحد المستضيفين 2012 فأي عقل يقبل استضافة الغابون وغينيا الاستوائية للبطولة بواقع مرتين لكل منهما خلال النسخ الأربع الأخيرة؟‏


العرب لم يغيبوا مطلقاً عن البطولة ولو بمنتخب واحد كما حدث أعوام 1965 بفضل تونس و1968 بفضل الجزائر و1974 بفضل مصر مع فارق أن تونس ومصر كانتا مستضيفتين، والحصيلة العربية 11 لقباً من ثلاثين وكلنا أمل عودة اللقب إلى الخزائن العربية فالكم لا قيمة له ما لم يكن نوعياً.‏

المزيد..