في الجزيرة.. حيرة وأسئلة تبحث بجدية عن الموضوعية في الحوار.!

الحسكة – دحام السلطان :شيئاً فشيئاً وقد بدأت الدنيا تسود أكثر فأكثر في وجه وعيون نادي الجزيرة، الذي احتار وحيّره أمر دوري المحترفين المقبل وموعد روزنامة نشاطه الكروي المبني على طول موعد زمانه الفلكي،


والفريق إلى اليوم لا يعرف على أي (جنب) سينام ليرتاح!وعلى أي بر سيرسو بآماله وطموحاته المؤجّلة؟ في معادلات وفرضيات لا تقبل لا الجمع ولا القسمة ولا الطرح، بل فرضت نفسها بفرضيات أيضاً تقوم على الضرب واللطم على الخد.!‏


الواقع كما هو!‏


رئيس النادي فيصل الأحمد شرح الواقع كما هو، وأوضح للموقف الرياضي بأن فريقه جاهز للمشاركة في الدوري فنياً وإدارياً ولا غبار عليه من هاتين الناحيتين، الذي استراح قسرياً لأسبوع واحد بعد نهاية دوري التصنيف، نتيجة لعدم قدرة النادي على دفع استحقاقات اللاعبين المالية المرتبطة بالرواتب والمكافآت الشهرية التي تصل إلى المليون و400 ألف ليرة شهرياً، علماً أن نادي الجزيرة هو النادي الوحيد في القطر الذي لا يدفع مقدّمات عقود للاعبيه،وأضاف الأحمد بأنه على الرغم من غياب العدالة التي فرضها اتحاد اللعبة من خلال روزنامة جدول نشاط المباريات، الذي طالبناه باختيار ملعبنا في الحسكة ليكون ملعبا لنا في الدوري، إلا أن اتحاد اللعبة رفض الفكرة رفضاً مطلقاً، بذريعة أن الأندية لا قدرة لديها في تأمين الطيران من مواقعها إلى الحسكة، إضافة لبعد الحسكة جغرافياً عن تلك الأندية، والفرضية هنا من وجهة نظر اتحاد الكرة تأبى وترفض ولا تقبل إلا أن ترمي بكامل ثقل حملها على الجزيرة فقط، وهو المطلوب منه لعب 30 مباراة ذهاباً وإياباً في دوري المحترفين وعلى أرض الخصم.!والدليل على ذلك أنه إذا اخترنا ملاعب العاصمة وتمت الموافقة عليها، وينبغي علينا أن نلعب مع أندية العاصمة وننافسها على النقاط على أرضها ذهاباً وإياباً وبها سيكون معيار بقائنا في الدوري أو الهبوط من خلاله وهنا أولى المفارقات.!‏



مفارقات بالجملة‏


المفارقات الأخرى التي جاءت بالجملة وبيّنها رئيس نادي الجزيرة،فهي تكمن في سفر نادي الجزيرة 30 مرة من الحسكة وباتجاه الأندية الأخرى وتحمّل لاعبي الفريق مشقة السفر التي ستكون مزدوجة في أكثر المرات، أي من الحسكة إلى دمشق في المرة الأولى، ومن ثم يكمل الفريق مسيره باتجاه المحافظات الأخرى في المنطقة الوسطى والمحافظات الساحلية حين يلتقي فرقها وينافسها على النقاط على أرضها وبين جمهورها بعد كل المسافة التي سيقطعها جواً وبراً في آن معاً.!مشيراً إلى أن الدافع الذي سيدفع بنا إلى المشاركة هو الدافع الوطني وليس الدافع التنافسي الذي لا قدرة لنا في التحدّث عنه بدون أدنى شك، وإثبات حالة حضور المحافظة واسمها في هذا الاستحقاق الرسمي، علماً أننا لا نملك قرشاً واحداً من نفقات المشاركة، مع العلم أننا تناقشنا واتحاد الكرة بخصوص النفقات،وهو الذي أفهمنا بضرورة مراجعة المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام! وهذه مفارقة ومغالطة بنفس الوقت من طرف اتحاد الكرة الذي نسي أو تناسى الحالة التنظيمية، التي تحدد العلاقة بين النادي وبين المؤسسات الرياضية والرسمية التي يرتبط بها النادي والتي تنحصر على مستوى المحافظة فقط.! بقي السؤال الذي يطرح نفسه ولم يجد جواباً إلى الآن، هل نادي الجزيرة (سوبر مان) لكي يخوض مباريات في هكذا دوري معروفة نتائجها سلفاً؟ ولا تحتاج إلى المزيد من الغوص في الأعماق والتحليل والاحتمالات والتفكير، علماً أن هناك حلولا كان من المفترض أن يوفّرها اتحاد الكرة لكي يتجاوز هكذا مطب وضع لنادي الجزيرة! ويكمن كحالة استنتاجية ومنطقية في أن يلعب النادي مرتين في الأسبوع ويرتاح عشرة أيام على الأقل لاختصار الزمن والنفقات المالية والعبء البدني والنفسي الذي سيلحق ويقع على الفريق.!‏


سؤال وقول‏


بقي السؤال الأخير الذي رمى به رئيس نادي الجزيرة، وهو الذي يفيد بالقول: أين هو الدور الفعلي لاتحاد اللعبة باعتباره المعني الأول والأخير بالنشاط الكروي الرسمي هذا؟ وأين منطق الحل لديه بدلاً من قيامه برمي الكرة في ملعب المكتب التنفيذي؟ وهل أخذ الموافقة من المكتب التنفيذي في ذلك أم ماذا لكي يبحث عن طرق واستنباط للحلول للهروب من المسؤولية، بدلاً عن التفكير بها والإجابة عنها بصوابية التفكير المبني على الحوار؟ وأين هي قرارته في مؤتمره الأخير التي تحدّث عنها حين ألبس أصابعنا بالخواتم وعصب رؤوسنا بالوعود الوردية؟ وأين هو من كلامه المعسول الذي أسقانا إياه،وهو المعني والمتبرّع بدعم ورعاية الأندية مالياً وتغطية نفقاتها طيلة أيام الدوري؟! قبل أن يختم الأحمد حديثه باعتذاره عن المشاركة بالدوري إن بقي الحال على ما هو عليه، لعدم قدرة النادي على تأمين ليرة واحدة وعلى مجاراة الأندية التي ستلعب مرتاحة ومرحرحة على أرضها، مبيناً أن الفريق ليس لديه القدرة على أن يشرب من ذات الكأس التي شرب منها في دوري التصنيف الذي نفذ منه بأعجوبة.!‏

المزيد..