حلب -عبد الرزاق بنانه:رغم أن كرة الحرفيين هبطت الى مصاف أندية الدرجة الأولى وودعت دوري المحترفين إلا أن ما قدمه الفريق في المباريات الأخيرة من نتائج ملفتة أربك من خلالها بعض فرق المقدمة والمؤخرة ، فالتعادل مع تشرين المتصدر وحرمانه من نقطتين اسهمتا في إبعاده عن البطولة والفوز الذي حققه على الساحل في ملعبه وبين جمهوره وضعه في جدول الأندية المهددة بالهبوط.
اتفاق واستقالة
بعد الخسارات المتلاحقة التي لازمت فريق الحرفيين كان لابد من صدمة جديدة فكان قرار الإدارة بإجراء تغيير على الجهاز الفني والإداري وتسلم المدرب عبادة السيد المهام ورغم أن الفريق حقق نتائج إيجابية في الأسبوعين الأولين إلا أن المدرب تقدم باستقالته من تدريب الفريق في الأسبوع الثالث، الموقف كان لها وقفة مع المدرب عبادة السيد تحدث من خلالها عن بدايته وعن أسباب الاستقالة في السطور التالية .
دراسة وقرار
قبل استلامي وتكليفي بالعمل في الفريق قمت بدراسة كاملة من جميع النواحي الفنية والانضباطية والنفسية ووجدت بعض المفردات التي يمكن الانطلاق منها للعمل بأسلوب جديد بالإضافة الى وجود مجموعة جيدة من اللاعبين كان ينقصها الانسجام وسوء الطالع وقلة الدعم المادي ورغم معرفتي بتضاؤل حظوظ الفريق بالبقاء في الدوري الممتاز لهذا الموسم فقد وافقت على العمل واتفقت مع الإدارة على أن أتحمل مسؤولية النتائج للمباريات المتبقية فقط واعتبارها بمثابة فترة تحضير وبأسلوب مختلف للموسم القادم. وعن أسباب تحسن نتائج الفريق خلال الأسابيع الأخيرة بالدوري وتحقيق نتائج ملفتة لخصها لنا الكابتن عبادة بالتالي اللاعبون أصبحوا بعيدين عن عوامل الضغط وحسابات النقطة بعد فقدان الحظوظ بالبقاء بدوري المحترفين ما أعطاهم ارتياحاً نفسيا وفنياً ساهم في إظهار المستوى الحقيقي لهم وجعلهم يلعبون لأنفسهم ومستقبلهم الاحترافي أمام مدربي الأندية الأخرى.
استقالة على عجل!
وعن أسباب الاستقالة تابع المدرب عباده حديثه قائلاً: رغم الأجواء المثالية التي عشتها خلال هذه الفترة القصيرة إلا أن الظروف المالية التي يعيشها النادي لا تبشر بالخير نتيجة لعدم دفع الرواتب انقطع اغلب اللاعبين عن حضور التمارين وخلال هذه التجربة القصيرة وصلت الى قناعة أن هناك صعوبة كبيرة في تحقيق تطلعات النادي في الأيام القادمة فكانت الاستقالة هي الحل؟ الى هنا انتهى الكلام الرسمي من المدرب إلا أن الحديث الذي لم يكلمه المدرب هو أنه لم يلمس من الإدارة الاهتمام الجدي بحل بعض الصعوبات التي اعترضت مسيرة العمل هذا من جانب ومن الجانب الآخر فإن ما قدمه بعض اللاعبين من أداء في مباراة جبلة تسبب باستياء وانزعاج المدرب الذي سارع الى تقديم استقالته.
رد رسمي
«الموقف الرياضي» توجهت بالسؤال الى رئيس نادي الحرفيين السيد محمد جمال حبال عن أسباب الاستقالة وأوضاع فريقه بالدوري فقال: كما يعلم الجميع ظروفنا المالية منذ بداية الموسم كانت صعبة جدا ولم يقف احد معنا رغم الوعود التي أطلقها الجميع وتحملت مسؤولية إكمال مباريات الفريق في الدوري على نفقتي الخاصة ومن بعض المحبين ورغم ذلك لم يكن كافيا حتى وصلت بنا الأمور في أواخر مباريات الدوري الى انقطاع اللاعبين بشكل تام عن حضور التمارين وعدم رغبتهم بالسفر واستكمال المباريات وضمن الظروف الحالية وبعد أن تقدم المدرب باستقالته وافقنا على الاستقالة وتم تكليف مساعده أيمن حبال بمتابعة المشوار وأتمنى من جميع اللاعبين إكمال ما تبقى من مباريات في الأسبوع الأخير حتى لا نكون طرفا في تغيير خريطة الدوري.
ضحايا الاحتراف
كرة الحرفيين كانت إحدى ضحايا الاحتراف المزعوم كما هو حال بعض الأندية الفقيرة وكرة القدم اليوم بحاجة الى الملايين وما قدمه فريق الحرفيين هذا الموسم من أداء ملفت رغم الظروف الصعبة التي مرت على اللاعبين يعتبر إنجازا وتبقى الأماني في الأيام القادمة أن يعيد الاتحاد العام للحرفيين ترتيب الأوراق من جديد بحيث يتم تخصيص ميزانية ثابتة سنوية توضع لحساب النادي لأن دوري الدرجة الأولى أيضا يحتاج الى مبالغ كبيرة وإلا الإعلان رسميا عن انسحاب النادي من أسرة كرة القدم والاكتفاء بممارسة النادي لنشاطاته في باقي الألعاب.