كثيراً ما أحاول ربط الأحداث الرياضية ببعضها والتأمل في حال الماضي وواقع الحاضر وتصور المستقبل، فالعمل الرياضي او العمل في بناء الرياضة أشبه بسلسلة حلقاتها مرتبطة ببعضها بعضاً بشكل محكم،
فهي معادلة متكاملة أساسها المال الوفير والعقلية الناضجة و المتفتحة والقادرة على تسخير المال في إنجاح العمل الرياضي من خلال إدارة ناجحة تستثمر المقدرات الفنية وتعرف كيف تفعّلها وتنميها وتطورها، وأنجح الفعاليات تلك التي ترسم استراتيجيات.
وكلمة استراتيجيات تبدو واسعة المفاهيم ودقيقة المضامين ونجاحها مرهون بالدعم والمتابعة المرحلية وصولاً إلى الجدوى الفعلية، وهنا يدفعني الحديث عن تجربتي الحديثة مع الاتحاد العربي السوري لكرة السلة منذ حوالي الشهر، فقد قلبنا صفحة جديدة بالمفهوم الاستراتيجي واتخذ قرار بتخفيض أعمار لاعبي المنتخب الأول دون انتظار تحقيق نتائج و استخدامه لصنع جيل جديد يكون أساسا لفريق شاب سوف يدعم في المستقبل بفريق تحت 15 سنة.
الجملة السابقة وما يتبعها من صبر وتخطيط يحتاج إلى عدة عوامل, أهمها:
الاستمرارية ولمدة لا تقل عن الاربع سنوات.
دعم القيادة الرياضية وعدم التدخل في التفاصيل الفنية لحين انقضاء المدة المحددة.
المحاسبة في حال الإخفاق إذا توافرت جميع الخطوط.
وضع الجمهور من خلال المؤتمرات الصحفية بصورة الخطط الموضوعة للحصول على الدعم الجماهيري.
الجرأة في اتخاذ هذا القرار.
إذا عدنا للبند الأخير (الجرأة) هو مختصر ما تحتاجه رياضتنا في الوقت الحالي، وأعني بالجرأة هنا, هو جرأة الابتعاد عن النتائج لفترة محددة وتكريم اللاعبين الكبار و استبدالهم بلاعبين صغار قادرين على العطاء.
وفي النهاية العمل الاستراتيجي يلغي ويقلل تأثير الكوارث وذلك بوضع خطط للطوارئ وأهمها البناء من الصفر، وهذا ما يحدث في حال الحروب, كما يحدث في بلدنا الحبيب.
عليكم بالصبر والعمل الاستراتيجي الطويل.
أنور عبد الحي