عادت الحياة الى الرياضة الفلسطينية مع الانفراج الذي أصبح حقيقة في سورية من خلال الانتصارات التي حققها الجيش السوري على الغزو التكفيري،
وبما أن الرياضة في سورية كانت دائماً مواكبة للحركة الرياضية الفلسطينية فكان من البديهي أن تنطلق من جديد بحلة جديدة، فتم تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام (فرع سورية) تم فيه إعادة بناء اتحاد كرة القدم الفلسطيني بسورية وأعطت الثقة للأستاذ سامر الشهابي ابن الرياضة الفلسطينية وأحد نجوم منتخبها .
«الموقف الرياضي» زارت ربان السفينة الجديد لكرة القدم الفلسطينية في سورية فكان هذا الحوار:
ولادة جديدة
– كيف ترى عودة الحياة لكرة القدم الفلسطينية من جديد في سورية ؟
تعرضت الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص الى تخريب على صعيد تنظيمها من خلال خطة هدفت لتخريب وجود الرياضية الفلسطينية في سورية، لكن أهل رياضة الكرة وأصحابها ومن لبثوا ثوب منتخبها استمروا في الساحة صابرين وقاوموا هذا الغزو الفكري التكفيري وتشبسوا في الأرض السورية ولم يرحلوا ويتركوها رغم أن الضربة القوية جاءت لمخيم اليرموك ومنشآته الرياضية الذي يشكل رمزاً للوجود الفلسطيني بشكل عام والرياضة بشكل خاص، وهو جزء من الوجود، وبعد أن تم تحرير المخيم (عاصمة الشتات) وبث الحياة في الحركة الرياضية الفلسطينية وكان أن تجمع المخلصون من رياضيي فلسطين لإعادة النشاط والحياة والروح لهذا الجسد الذي كان قوياً لسنوات طويلة، هي ولادة جديدة بفكر جديد وبخطوات جديدة وبطموحات وتفاؤل جديد، هكذا ننظر الى كرة القدم الفلسطينية الآن .
المنشآت
– سألنا عن المنشآت الرياضية الفلسطينية وهل هي جاهزة لاستقبال النشاط المرتقب ؟
بصراحة حصل تخريب بالمنشآت وخاصة المدينة الرياضية في اليرموك والنادي العربي وعدد من منشآت الأندية أيضاً في الريف الدمشقي وهو تخريب ممنهج من قبل الإرهابيين، الآن تحتاج هذه المنشآت للإصلاح بسبب التخريب الذي أصابها لفترة من الزمن، وحالياً بدأنا نشاطنا الرياضي فوق الملاعب السورية وملعب مخيم جرمانا، وقد لمسنا ترحيباً كبيراً من اللجنة التنفيذية بدمشق ومن نادي المجد ومن المعنيين على الرياضة السورية بشكل عام، وحالياً سنمضي بنشاطاتنا الرياضية على الملاعب السورية في المنشآت الرياضية وفي الوقت ذاته نمضي بإصلاح منشآتنا لتكون جاهزة قريباً وبذلك نكسب الوقت ونجمع أنديتنا من جديد وأبناءنا من خلال نشاطات سوف تكون متسلسلة ووفق برامج محددة.
ما هذه البرامج ؟
حالياً نفذنا دورياً بكرة القدم للأشبال بمشاركة ١٢ نادياً فلسطينياً بالتعاون مع نادي فلسطين وجرت المباريات على ارض ملعب مخيم جرمانا وتأهل فريقان الى النهائي بمناسبة ذكرى الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس المؤسس حافظ الأسد ومستمرة بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد قائد مسيرة التطوير والتحديث، وجرت دورة مصغرة، ضمت أندية القدس والنضال والمحافظة، وكانت دورة احتفالية بمناسبة الحركة التصحيحية وكان هدفنا من ذلك البدء من القاعدة والفئات الصغيرة (أشبال) لتشكيل منتخب لهذه الفئة ليكون منتخب فلسطين في سورية وسيلتحق به منتخب آخر للناشئين حين نطلق دوري الناشئين في القريب العاجل، ول ايفوتنا أن نكمل النشاط بدوري للشباب أيضاً، إضافة الى أننا نفكر بإطلاق بعض الألعاب الأخرى مثل اليد والريشة وكرة الطاولة، ورويداً رويداً ستنطلق ألعاب أخرى أيضاً، وهناك خامات كثيرة وعديدة ومتنوعة تبرز وجودها وتشارك مع أندية سورية وتحقق الهدف ولدينا لاعبات ريشة وطاولة مهرة قد يلتحقون بنادي الجيش المركزي السوري قريباً لتكون فرصتهم أكبر وأوسع حتى نتمكن من اطلاق اللعبة على منشآتنا .
توءمة فلسطينية سورية كروياً
باعتبار أن نشاطاتنا الآن ستكون في سورية فرأينا من المناسب أن نقوم بزيارة لاتحاد كرة القدم السوري الشقيق وسوف نعرض عليهم واقعنا ونناقش معاً سبل التعاون الذي يدعم مسيرتنا ويجعلنا نقف على أرض صلبة ونفكر في إعلان التوءمة، ونعتقد أن أشقاءنا في اتحاد كرة القدم السورية وفي القيادة الرياضية للجنة الاولمبية السورية سيباركون هذه الخطوة ولطالما كانت فلسطين البوصلة الوحيدة لسورية في كل المجالات ومنها كرة القدم أيضاً.
ما تم تنفيذه حتى الآن ما هو؟
وعن ما تم تنفيذه من الناحية التنظيمية تحدث السيد سامر الشهابي قائلاً:
شكلنا اتحاداً لكرة القدم ويضم مجموعة من المختصين بكرة القدم وممن كان لهم شرف تمثيل المنتخب الفلسطيني لكرة القدم والأندية الفلسطينية في سورية والذين شاركوا سابقا في بطولات الأندية العربية، حيث كانت كرة القدم الفلسطينية في سورية هي التي تحمل الراية وترفع علم فلسطين في الدورات التي شاركت فيها، فكان من الطبيعي أن يضم اتحادنا هذه النخبة من اللاعبين ومنهم من شارك في المنتخبات السورية وفي فرق أنديتها .
طموحات
– ما طموحاتكم في المراحل القادمة؟
نطمح بأن يقوى عودنا رياضياً أولاً وأن نعيد تشكيل أنديتنا في كل المحافظات السورية، ومن أجل ذلك سنقوم في قيادة الاتحاد بجولات ميدانية لمخيماتنا في المحافظات السورية لإعادة تشكيل ادارات للأندية، وقد قمنا بمراسلة بعض الأندية في محافظات مختلفة لتكون على هذا الطريق الذي يخدم رياضتنا وألعابها وخاصة كرة القدم واليد والريشة والطائرة .
وفي المدى الأبعد وبعد أن تشكل فرق الأندية سيتم اجراء الدوري وطريقة اللعب فيه ستكون متناسبة مع عدد فرق الاندية وسنعقد في القريب العاجل مؤتمراً رياضياً لنرى ما الأفكار التي من الممكن أن تساهم في تأمين انطلاقة قوية لنا ونحتاج من أجل ذلك دعماً كبيراً وتكاتفاً من الجميع لأن العمل هو عمل وطني والهدف من ذلك اظهار الوجه الفلسطيني المشرّف في الساحة السورية وحين تكون لنا شخصيتنا الاعتبارية وكياننا الخاص نستطيع أن نطالب بحقوقنا ممن نالوا اعتراف المؤسسات الدولية الرياضية، فكل ما نريده أن تبقى وحدتنا الوطنية الفلسطينية في سورية متماسكة، وسنبقى نحن كما كنا مقدرين الوفاء والوقفة الكبيرة لسورية العظيمة التي حضنت وحمت ودعمت قضيتنا المركزية وسنبقى على العهد والوعد دائماً محبة وولاء وانتماء لقائد الأمة و قائد سورية المفدى الرئيس بشار الأسد.
نبذة وسيرة ذاتية
سامر الشهابي رجل أعمال وكان لاعب كرة قدم بنادي العربي الفلسطيني ومثّل منتخب فلسطين بكل الفئات حتى وصل للرجال، شارك مع المنتخب الفلسطيني في بطولات الأندية العربية، مواليد ١٩٧٤ ، متزوج وله أربعة أولاد وجميعهم رياضيون، عبد السلام الشهابي لاعب بنادي الجيش لكرة القدم وشقيقه أحمد لاعب في أكاديمية نادي الجيش الكروية ولين الشهابي لاعبة كرة طاولة في نادي الشرطة ورغد رياضية وتدرس في كلية طب الأسنان بسورية .
لقاء – مفيد سليمان.