الوقت الضائع..ضريبة التركيز

مُني نادي ليفربول بخسارة ثالثة من خمس مباريات لعبها أوروبياً هذا الموسم وهذا يحصل معه للمرة الثالثة عبر تاريخ مشاركاته وهذا السيناريو ينبئ بالخروج كما حصل موسمي


2009/2010 و2014/2015 كما أن الريدز تعرّض للخسارة الرابعة على التوالي خارج أرضه وهذا لم يحصل من قبل.‏


السؤال الذي يطرح نفسه وحديث كل المتابعين: ما الذي يحدث لليفربول وما سبب التفاوت بين مستواه المحلي والأوروبي؟‏


الجواب بسيط وهو التركيز على بطولة الدوري الغائبة عن خزائن النادي منذ موسم 1989/1990 ولسان حال الجماهير يقول:إن العقدة ستتواصل ليس لخلل في النادي الأحمر بقدر ما هو اعتراف بالقوة الضاربة للمتصدر الحالي مانشستر سيتي الذي يحرق الأخضر واليابس في أصعب دوري حول العالم.‏


منطقياً اللقب الإنكليزي ما زال في الملعب والرعب الذي يبثه السيتي في نفوس الأندية الأخرى لا قيمة له لأنه من الجائز السقوط أمام أي فريق وهذه ميزة الدوري الإنكليزي الممتاز منذ الأزل.‏


الريدز تعاقد مع الأسماء المطلوبة لأجل بطولة الدوري وحتى اللحظة يعيش البداية الأفضل له من خلال الوصول إلى النقطة الثالثة والثلاثين.‏


الذي يميز ليفربول محلياً غاب عنه أوروبياً هذا الموسم، فالدفاع الصلب المتماسك في البريميرليغ لم ينسحب على مباريات دوري الأبطال، فتلقى الفريق خمسة أهداف في ثلاث عشرة مباراة على صعيد الدوري، مقابل سبعة أهداف في خمس مباريات قارية وهذا الخلل واضح.‏


قد يقول قائل: إن عناصر الدفاع هي ذاتها في البطولتين والمدرب كلوب لا يداور بين اللاعبين كغيره من المدربين، ولكن التركيز على بطولة الدوري حقيقة دامغة يمكن استنباطها أيضاً من جدية اللاعبين وخصوصاً في الخط الخلفي.‏


ثبت تاريخياً أن صعوبة الدوري الإنكليزي لا تمكن الأندية العظام من جمع اللقبين المحلي والقاري مع استثناءات قليلة بطلاها الريدز 1977 و1984 واليونايتد 1999 و2008 والحقيقة الماثلة حتى الآن توحي بخروج ليفربول من الشامبيونزليغ بسبب التركيز المحلي.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..