أخذت قضية استبعاد فراس الخطيب من تشكيلة المنتخب السوري لوديتي عُمان والكويت أبعاداً كثيرة في الشارع الرياضي لاعتبارات كثيرة، أهمها أن اللاعب المستبعد ليس كأي لاعب، وجماهيريته ليست كغيره من اللاعبين،
بمن فيهم فرس الرهان عمر السومة وأفضل لاعبي القارة في العام المنصرم عمر خريبين، ولا الحارس الذي نباهي به الآخرين إبراهيم عالمة.
غير أن البعد الأهم إصرار المدرب الألماني على رأيه رغم تدخل رئيس اتحاد الكرة فادي دباس ورئيس الاتحاد الرياضي العام موفق جمعة، وعند هذه النقطة يمكن الوقوف باحترام أمام صاحبي السلطة الرياضية النظرية والفعلية، وتجاهل فراس الخطيب يعطي مؤشراً لأي متابع بأن خيارات المدرب واحتياجاته منذ قدومه إلى سورية مطلع العام نُفذت بحذافيرها، وبقي أمامنا انتظار القطاف في كانون الثاني المقبل، فإما العودة إلى البضاعة الوطنية إذا ساءت النتائج، لا قدر الله، وهذا ما كان يراه رئيس المنظمة ورئيس اتحاد الكرة، وإما الاستمرار مع البضاعة الأجنبية إذا أزهر ربيع النتائج في أهم محفل يخوضه منتخبنا وينتظره شارعنا الرياضي على أحر من الجمر.
استبعاد فراس الخطيب يذكرني باستبعاد نجوم عظام عن منتخباتهم عند إعلان تشكيلات نهائيات كأس العالم، وما زالت دموع المشاكس الإنكليزي بول غاسكوين حديث وسائل الإعلام عندما لفظه غلين هودل من تشكيلة إنكلترا المشاركة في مونديال 1998 وكم تعاطفت الصحافة البرازيلية مع روماريو الذي لم يستدع لنهائيات مونديالي 1998 و2002.
أياً كانت الأسباب والمسببات فإن شتانغه تجاهل فراس الخطيب لأسباب فنية وهذا من حقه، لكن علينا العلم بأن فراس ظلم نفسه عندما قرر بملء إرادته تجاهل نداء المنتخب زمن الأزمة، فضاعت عليه فرصة ذهبية لاعتلاء قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب سورية التي يعيش نعيمها منذ 31 آذار 2015، وهذه النقطة بالذات يا سادة هي السبب المباشر لحزن فراس الخطيب هذه الأيام لأنه سيعتزل دولياً دون لقب وليس عميداً للاعبي سورية وليس الهداف التاريخي وهذه الأركان التي يبحث عنها العظماء، وشخصياً أرى أن فراس يمكن الاستفادة منه دقائق معدودة، وبناء عليه يمكن التساؤل المشروع: من خسر من؟