يصادف يوم الخميس المقبل الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل فارس الكلمة عدنان بوظو الذي يعد من أهم الإعلاميين في الوطن العربي، ولذلك كان اختيار عنوان قلم وعلم صائباً عندما بادر بعض المحبين لإعداد كتاب عن القامة الإعلامية.
امتاز الراحل بوظو بقوة الكلمة ونقاء الصوت وجودة الخطابة ومتانة التعبير وحسن اختيار الكلمة في وقفته الأسبوعية في الصميم عندما كان رئيساً لتحرير صحيفة الاتحاد والتطبيق الخلاق لمقولة لكل مقام مقال.
شعاره ما قلّ ودلّ جعل الرياضيين ينتظرون ما يكتبه أسبوعياً، وبراعة كتابة العناوين جعلته خالداً حتى أيامنا هذه، وكثيراً ما كانت عناوينه بلسماً لمداواة الجراح النازفة عقب الخروج من بطولة ما، فعندما خرج منتخبنا في المتر الأخير لتصفيات مونديال المكسيك 1986 على يد العراق قال: هذه حدودنا والمكسيك أكبر منا.
هذه العبارة باتت مثلاً يستخدمها معظمنا عند كل سقطة لمنتخبنا، ومازلت متأثراً بعنوانه الشهير عقب التأهل لنهائي آسيا للشباب 1994 عقب الفوز على تايلند بهدف لؤي طالب فقال في صدر الصفحة الأولى لصحيفة الاتحاد: أزلنا الهم وتأهلنا للأهم وغداً المهم.
وهذا العنوان تلخيص لحكاية جميلة فحواها أن الفوز في نصف النهائي ضمن لمنتخبنا الحضور في نهائي آسيا للشباب للمرة الثانية تاريخياً، فزال الهم، والتأهل ضمن لنسورنا حينها الحضور في نهائي المونديال وهذا الأهم، وأهم الأهم ضرورة التتويج القاري وهذا ما حصل.
الخسارة برأس مرفوع في نهائي كأس العرب على الأراضي الأردنية 1988 بركلات الترجيح على يد أبناء الرافدين العراقيين ساقه للقول: بأحرف من ذهب وقّعنا على كأس العرب.
بعيداً عن العناوين التي اتسمت بالجاذبية والخلود يعد عدنان بوظو علماً في تأليف الكتب، وهذا ما يستهويني، فبقيت أستمتع بكتابه عرس الكرة العالمي 1982 قرابة ربع قرن حتى خضت تجربة مماثلة 2010.
واختار الزمن المناسب لإعداد كتاب انتصار الشباب تزامناً مع فوز شبابنا بكأس آسيا 1994، ولا نتجاهل كتابه تونس صيحة العرب في الأرجنتين الذي يؤكد العمق الوطني والقومي عند عدنان بوظو، وكتابه الشهير عن مارادونا وبيليه.
أكثر ما كنت أتمناه العمل مع تلك القامة، فالرحمة لروحه المرحة.